نفذت وزارة الداخلية حكم القصاص والقتل تعزيراً أمس على سيدة برماوية، بعد مصادقة محكمة الاستئناف في منطقة مكةالمكرمة على الحكم الصادر من المحكمة العامة، والقاضي بقتلها، وذلك بعد تعذيبها لطفلة زوجها «كلثوم» البالغة من العمر سبعة أعوام بطرق لا إنسانية حتى فارقت الحياة، كما تم الحكم على والد الطفلة بالسجن 20 عامًا، عقوبة لتستره على زوجته التي عذّبت الطفلة بذريعة تربيتها، فيما طالبت والدة الطفلة بالقصاص من طليقها وذلك لمشاركته في الجرم بالصمت على تعذيب زوجته لابنتها. وأكد الأمين العام للجالية البرماوية عبدالله الأركاني ل «الحياة» أن قصة الفتاة المعذبة «كلثوم» والمقتولة على يد زوجة والدها، بدأت منذ ما يزيد على الأعوام الأربعة تقريباً، والتي بدأت حين تزوج والد كلثوم من والدتها وهي سيدة من الجنسية «الكمبودية» وأنجب منها «كلثوم»، وبعد أن طلقها تزوج بامرأة أخرى من عائلة فقيرة ومفككة، مضيفاً: «كانت الطفلة تعيش مع والدها وزوجته في غرفة واحدة من شدة الفقر، فيما الزوجة تعذب الفتاة في فترة النهار التي يذهب فيها الوالد إلى عمله». وأشار إلى أنه بعد وفاة الفتاة تعاون مجلس الجالية البرماوية الذي تابع القضية منذ البداية وبالتفاصيل مع الجهات المعنية في القبض على زوجة الأب، التي صدر بحقها الحكم الشرعي، والذي اعترض عليه أهلها وزوجها والد الفتاة المقتولة «كلثوم»، مفيداً بأن القضية رفعت إلى محكمة الاستئناف، والتي صادقت بدورها على حكم القتل تعزيراً، وستعمل الجالية على تسليم ذوي الزوجة جثتها لدفنها بعد تنفيذ الحكم. وأضاف: «هذه المشكلات تعتبر شاذة ومرفوضة في المجتمع البرماوي، وأوضاع الجالية البرماوية ومشكلاتها قد اختلفت كلياً وتحسنت عن السابق، بسبب القرارات الإيجابية التي من أهمها قرار وزارة العمل القاضي بالسماح للمرأة البرماوية بالعمل، إضافة إلى قرار وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل باعتماد شهادات الجالية البرماوية والتي كانت غير معتمدة في السابق، إذ يتم اختبار طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في المدارس الحكومية». يذكر أن شرطة العاصمة المقدسة أجرت تحقيقاً موسعاً قبل نحو أربعة أعوام ممثلة في قسم المنصور مع امرأة برماوية في العقد الثاني من عمرها وزوجها، بعد أن عذبت ابنة زوجها البالغة من العمر سبعة أعوام حتى فارقت الحياة، وذلك على مرأى من والدها الذي لم يستنكر الأمر، إذ كانت الجانية تؤكد لزوجها أنها تعمل على تربيتها وتأديبها، وعندما فارقت الحياة نقلاها إلى مستشفى الولادة والأطفال. وكان ضابط التحقيق أكد أن المرأة ادعت في بداية الأمر أنها والدة الطفلة وأن والدها مسافر منذ أعوام عدة، وبعد التحقيق معها ومحاصرتها بالأسئلة اعترفت بأنها عذبتها وضربتها أكثر من مرة حتى فارقت الحياة، إضافة إلى إفادة الجيران في ذلك الوقت بسماعهم صراخ الطفلة جراء تعذيب الزوجة لها أكثر من مرة، مؤكدين أنهم أشعروا الأب بذلك ولكن دون جدوى. وقضى ثلاثة قضاة في المحكمة العامة بمكةالمكرمة أصدروا قبل خمسة أعوام، في ذي القعدة 1430ه حكماً بالقتل تعزيراً على المرأة التي عذبت ابنة زوجها «كلثوم» البالغة من العمر سبعة أعوام، إضافة إلى زج الزوج في السجن، إذ إن نتائج التحقيقات التي أجريت مع المرأة وزوجها في هيئة التحقيق والادعاء العام كشفت أن الزوجة بالغت في تعذيب الطفلة حتى توفيت.