تدخل بوركينا فاسو النسخة ال30 من نهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم في غينيا الاستوائية من ال17 كانون الثاني (يناير) الجاري إلى 8 شباط (فبراير) المقبل، ساعية إلى تكرار إنجاز البطولة الأخيرة. وكانت بوركينا فاسو أبهرت المتابعين في النسخة الأخيرة في جنوب أفريقيا، عندما بلغت المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخها، وكانت قاب قوسين أو أدنى من معانقة الكأس، إذ خسرت بصعوبة أمام نيجيريا (صفر -1). وأكدت بوركينا فاسو أن بلوغها المباراة النهائية للعرس القاري لم يكن صدفة، بل عن جدارة لأنها واصلت تألقها، وكانت قريبة من التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخها، قبل أن تخسر في الدور الحاسم أمام الجزائر، إذ تغلبت عليها (3-2) ذهاباً في واغادوغو، وخسرت أمامها (صفر-1) إياباً في البليدة. كما أن المنتخب البوركينابي لم يجد أية صعوبة في بلوغ النهائيات، وحجز بطاقته بحلوله ثانياً في المجموعة الثالثة بثلاثة انتصارات وتعادلين وهزيمة واحدة كانت أمام الغابون، التي أوقعته القرعة معها في النهائيات إلى جانب غينيا الاستوائية والكونغو العائدة إلى العرس القاري للمرة الأولى منذ عام 2000. وتسعى بوركينا فاسو إلى التألق مرة جديدة في البطولة، التي تخوض غمارها للمرة ال10 في تاريخها، خصوصاً أنها تدخلها في غالب عناصرها، التي صنعت أمجادها الكروية في الأعوام الأخيرة بقيادة المدرب البلجيكي بول بوت. وتعول بوركينا فاسو على قوتها في خطي الوسط والهجوم بقيادة شارل كابوريه (كوبان الروسي) ودجاكاريدجا كوني (إيفيان الفرنسي) وبريجوس ناكولما (مريسين التركي) وعبدو رزاق تراوريه (كارابوكسبور التركي) وبرتران تراوريه (فيتيس أرنهم الهولندي) وجوناثان زونغو (الميريا الإسباني) وأريستيد بانس (هلسنكي الفنلندي) وإيسياكا ودراوغو (إدميرا فاكر النمسوي) وجوناثان بيترويبا (الجزيرة الإماراتي) وألان تراوريه (لوريان الفرنسي). وتستهل بوركينا فاسو مشوارها بمواجهة ثأرية أمام الغابون، التي الحقت بها الخسارة الوحيدة في التصفيات عندما تغلبت عليها (2- صفر) في ليبروفيل قبل أن تتعادل معها (1-1) ذهاباً. والأكيد أن الفائز في هذه المواجهة سيخطو خطوة كبيرة نحو بلوغ الدور الثاني، كونهما أبرز المرشحين إلى جانب الكونغو برازافيل لحجز بطاقتي المجموعة. وستكون الغابون التي تشارك في البطولة للمرة السادسة مؤازرة بجماهير كبيرة وكأنها تلعب على أرضها بحكم مشاركتها الحدود مع غينيا الاستوائية، علماً بأنهما استضافتا نسخة عام 2012 معاً. وتنوي الغابون استغلال هذا العامل لتخطي حاجز الدور ربع النهائي الذي يبقى أفضل نتيجة لها، حتى الآن وحققته في مناسبتين عامي 1996 و2012. وتدخل الغابون النهائيات بمعنويات عالية كونها بقيادة مدربها البرتغالي جورج كوستا لم تذق طعم الخسارة في التصفيات، وهي تعول كثيراً على مهاجم بوروسيا دورتموند الألماني بيار- إيميريك أوباميانغ لتحقيق حلمها. وتمني الكونغو برازافيل النفس باستعادة أمجادها الغابرة، عندما توجت باللقب عام 1972، وترك بصمة في البطولة، الذي غابت عنه 15 عاماً وتحديداً منذ عام 2000 في نيجيريا وغانا، عندما خرجت من الدور الأول. وعادت الكونغو إلى النهائيات من الباب الكبير كونها حجزت بطاقتها في مجموعة ضمت نيجيريا حاملة اللقب وأحد الممثلين الخمسة للقارة السمراء في المونديال البرازيلي الصيف الماضي. وحلت الكونغو برازافيل ثانية في مجموعة قوية ضمت أيضاً جنوب أفريقيا المتصدرة والسودان، فجمعت 10 نقاط من ثلاثة انتصارات وتعادل واحد وهزيمتين. وتدين الكونغو بتأهلها ل«الساحر الأبيض» الفرنسي كلود لوروا (64 عاماً)، الذي يعرف جيداً كرة القدم الأفريقية من خلال قيادته لمنتخبات كثيرة، أبرزها الكاميرون التي ظفر معها باللقب عام 1988 في المغرب، وغانا التي أوصلها إلى الدور نصف النهائي عام 2008، والجارة الكونغو الديموقراطية إلى ربع النهائي عام 2006. في المقابل، تعول غينيا الاستوائية على عاملي الأرض والجمهور في ثاني مشاركة لها في البطولة باعتبارها البلد المضيف، وتكرار إنجازها في النسخة قبل الماضية، عندما بلغت الدور ربع النهائي. فواستبعدت غينيا الاستوائية من التصفيات لإشراكها لاعباً غير مؤهل، لكنها عادت إلى النهائيات من الباب الواسع لتحل مكان المغرب، الذي طالب بتأجيل البطولة بسبب الفايروس القاتل «إيبولا»، فلم يجد الاتحاد الأفريقي مضيفاً للنسخة ال30 سوى غينيا الاستوائية. لكن مهمة غينيا الاستوائية لن تكون سهلة هذه المرة بالنظر إلى المشكلات التي تعيشها كرتها، والنتائج السلبية التي حققها منتخب بلادها، وأدت إلى إقالة مدربه الإسباني أندوني غويكوتشيا في 31 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قبل أن يتم تعيين الأرجنتيني أستيبان بيكر خلفاً له الأسبوع الماضي. يذكر أن بيكر قاد منتخب سيدات غينيا لإحراز كأس أفريقيا عام 2012.