انطلقت، مساء أمس (السبت)، فعاليات الدورة السابعة ل«مهرجان المسرح العربي» بالعاصمة المغربية الرباط، وسط حضور عدد من المسرحيين والمثقفين العرب، وممثلين عن البعثات الديبلوماسية العربية في المغرب. وتتنافس على جائزة المهرجان (جائزة الشيخ سلطان القاسمي) المخصصة لأفضل عرض مسرحي، تسع دول عربية، وأكثر من 300 مسرحي، فيما تترأس المسرحية اللبنانية، لينا أبيض، لجنة تحكيم الدورة الحالية للمهرجان، الممتدة حتى 16 كانون الثاني (يناير) الجاري. وفي كلمة له خلال حفل افتتاح المهرجان، قال وزير الثقافة المغربي، محمد أمين الصبيحي، إن «مدناً وبلدات مغربية ستعيش طوال أيام المهرجان على إيقاع عروض مسرحية عربية متنوعة، وأداء ممثلين عرب مميزين، في لقاء مسرحي مُهدى للسلام والإخاء». واعتبر الصبيحي أن المسرح في الوطن العربي، اليوم، يجب أن يلعب دوره التنويري في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة، ونزعات التطرف والغلو التي تخترقها، داعياً لأن يصبح هذا الفن إبداعاً دائم الحضور في المجتمع، ويساهم بشكل فاعل في ترقية قيمه. من جانبه، أوضح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، إسماعيل عبدالله، أن الدورة السابعة المُقامة في العاصمة الرباط، تعد محطة غير مسبوقة في تاريخ المهرجان، سواء من حيث محتواها الفكري والفني، أو المشاركة الوازنة للمسرحيين المغاربة، بالإضافة لتقديم ما يزيد عن سبعين عرضاً مسرحياً في مدن مغربية عدة. وبالموازاة مع العروض المقامة خلال المهرجان، سيُنظم مؤتمر فكري يتناول راهن المسرح العربي، والقضايا المحورية التي تطرح على رواد «أبي الفنون» في المنطقة العربية والعالم، بمشاركة عدد من النقاد والمسرحين العالمين من دول عدة، ومنها فرنسا وبريطانيا. وتضم لجنة تحكيم الدورة الحالية للمهرجان بالإضافة لرئيستها اللبنانية، لينا أبيض، كلاً من المسرحية السورية ندى الحمصي، وعبدالله السعداوي من البحرين، وعنبر وليد من الكويت، ويحيى الحاج من السودان. ومن المنتظر أيضاً تكريم 22 فناناً مسرحياً عربياً خلال فعاليات المهرجان، كما سيُحتفى بمرور مئة عام على انطلاق الحركة المسرحية في المغرب، البلد المضيف. وانطلقت أولى دورات «مهرجان المسرح العربي» سنة 2009 بالعاصمة المصرية القاهرة، متنقلة بعد ذلك بين عواصم عربية عدة، من بيروت اللبنانية، إلى الدوحة والشارقة، ويقول المسؤولون عن المهرجان إنهم يسعون على ضوء هذا النشاط الثقافي العربي إلى إقرار استراتيجية عربية موحدة للنهوض بالمسرح، تمت صياغتها من قبل 300 مختص يُنتظر اعتمادها من قبل وزراء الثقافة العرب خلال اجتماعهم الشهر الجاري، ما يجعلها خارطة طريق للنهوض بهذا الفن العريق.