إن تعيين ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، اختيار موفق من خادم الحرمين الشريفين «الرجل المناسب في المكان المناسب»، وتأكيد على استمرار الأمن والأمان للوطن والمواطن، فقد تولى المسؤولية باكراً فكان وكيلاً لإمارة منطقة الرياض، ثم أميراً لها، ووزيراً للداخلية، إذ تلقى المواطنون السعوديون هذا الخبر بالابتهاج والارتياح، فهو إنسان سياسي محنك، إذا تحدث فحديثه موزون ومفهوم، رجل دولة وعلماً من أعلام هذه البلاد الطيبة، له إنجازات على الصعيد الأمني المحلي، وعلى المستوى الإقليمي ترأس مجلس وزراء الداخلية العرب الذي أكسب المجلس هيبته وحنكته. استطاع بحنكته أن يتصدى للعابثين بأمن البلاد من الذين قاموا بتنفيذ بعض الأعمال الإجرامية والتخريبية، إضافة إلى تجفيف منابع الإرهاب وأن يحافظ على اللحمة الوطنية وبث الروح الإسلامية السمحة بين أبناء الوطن وبذل الجهد من خلال التوعية الفكرية يوازيها العمل الأمني مع رجالات الوطن المخلصين، هو العين الساهرة التي لا تكل ولا تهدأ في سبيل أمن الوطن والمواطن والمقيم، ملم بالقضايا الداخلية والخارجية، يحترم الرأي الآخر، تصريحاته محاطة بسياج إيماني ينبع من قوة العقيدة الإسلامية، علمته الصعاب كيفية التعامل مع الغير، مدرسة إعلامية من الطراز الأول. تلمس هموم ومتطلبات بناء الإنسان السعودي وأمنه، فكان لقاؤه المهم في ندوة «الحوار المفتوح» مع هيئة التدريس وطلاب جامعة الرياض سابقاً في أواخر عام 1980 بعد تطهير الحرم الشريف من المعتدين والطهمة الإجرامية، في ذلك الحوار كانت صراحته المعهودة في سبيل الحفاظ على كيان هذه الأمة، فكان اللقاء تجديد «وثيقة العهد» وحباً للوطن، وبعد تخرجي في الجامعة عُينت في وزارة الثقافة والإعلام، وقتها استرجعت ذلك اللقاء الذي تعرفت من خلاله على فكره وثقافته واتساع مسؤولياته الجسام، ونظرته الثاقبة وحنكته السياسية وتطور الأحداث، إنه مدرسة مميزة متفوقة خرجت رجالاً متمرسين بالتعامل الأمني والإنساني، أنه درع تحمي ولوطن من كل محاولات المعتدين. كما نجد تسامحه وشهامته وإنسانيته للأسر التي ضل أبناؤهم عن جادة الصواب والطريق المستقيم يحفزهم ويطمئنهم بأنهم جزء من هذا الوطن، كان هذا النهج مصدر الاطمئنان لهذه الأسر، لقد تهافتت دول عدة لمعرفة الإستراتيجية التي طوقت الأحداث الإرهابية للإستفادة منها ووقوف الجبهة الداخلية من المواطنين صفاً واحداً مع رجال الأمن لتبقى البلاد واحة أمن، معركة الأمير نايف بن عبدالعزيز ضد الإرهاب حظيت بكل تقدير من الأسرة الدولية، وسجلت هذه التجربة ناجحاً أشادت به كل الدول المتقدمة. إن موسم الحج من الإنجازات والمهام الصعبة والبطولة لرجال الأمن للسيطرة على الحجيج لفترة زمنية وبمساحة محدودة منذ دخولهم وحتى مغادرتهم البلاد، لهو خير شاهد على الإنجاز الكبير وبما يوفر من خدمات ومستلزمات لضيوف الرحمن من خلال ترأسه للجنة الحج العليا. لقد ترأس المجلس الأعلى للإعلام سابقاً وأسس رؤية للعمل الإعلامي فكرياً ومهنياً، فكانت المعالجات الإعلامية، ومما قاله «إن السياسة الإعلامية لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت استجابة للمتطلبات الحضارية المتنامية في المجتمع السعودي، وتأكيداً لأهمية الدور الذي يؤديه الإعلام على المستويين الداخلي والخارجي»، كما أسس الجائزة العالمية باسمه لخدمة السنة والدراسات الإسلامية المعاصرة، وكذلك رعايته للجان الإغاثة لبعض شعوب العالم كفلسطين ولبنان وباكستان وغيرها، إضافة إلى تكفله بعلاج كثير من الحالات المرضية لمواطنين ومقيمين، وتبرعه بعدد من كراسي البحث العلمي المهمة منها كرسي بحث في السنة النبوية والأمن الفكري، وتبرعه المستمر لعدد من المؤسسات والجمعيات والجهات الدعوية والخيرية. إننا نزف أجمل التهاني والتبريكات للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية الأمير نايف عبدالعزيز آل سعود، لأنه سيبقى رجل المهمات الذي لن تصعب عليه الحلول ولن تعوقه الأزمات والأحداث عن المشاركة والتغلب على تحدياتها وتداعياتها، فهو درع للوطن ورمز للإنسانية، مهنئاً الوطن بكم وسدد الله خطاكم. محمد بن عبدالله السلامة مدير إدارة المطبوعات بمطار الملك خالد الدولي