سيدني، لندن - رويترز - أفاد تقرير جديد ل «الصندوق العالمي للحياة البرّية»، الذي يقوّم خطر تغير المناخ وسبل التكيف معه، بأن أمام العالم خمس سنوات لبدء «ثورة صناعية لخفض الكربون، قبل أن يصبح تغير المناخ المُنفلت أمراً واقعاً». وأضاف أن معدلات النمو الصناعي المتصاعدة ستجعل من المستحيل على اقتصادات السوق بعد عام 2014، الوفاء بأهداف الكربون المنخفضة، المطلوبة لإبقاء ارتفاع درجة حرارة الأرض دون درجتين مئويتين. وقال أحد الذين شاركوا في كتابة التقرير كارل مالون: «مع تسليط الضوء على الطبيعة العصيبة لضيق الوقت، يظهر التقرير أن التركيز الحالي على سعر الكربون، كعنصر أساس في حل تغير المناخ، مضلل في شكل خطير». ولفت تقرير «حلول المناخ 2» إلى ان إجراءات السوق، كخطط المتاجرة بالكربون في أوروبا والتي تخطط أستراليا لاعتمادها أيضاً، لن تحقق خفضاً كافياً في الانبعاثات في الوقت المناسب». ولفت الى احتمال حصول تهديدات بحروب بعد عام 2014 لتحقق تحولاً سريعاً، لكن دعا الى عدم «الاعتماد على هذا الأمر». إلى ذلك، حضّ رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون زعماء العالم على التدخل شخصياً لكسر الجمود في المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق عالمي حول المناخ في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وكان واحداً من زعماء الاقتصادات الرئيسية القلائل يعلن عزمه حضور المؤتمر الذي تنظمه الأممالمتحدة من 7 إلى 18 كانون الأول المقبل في كوبنهاغن. ويستهدف المؤتمر حضور وزراء البيئة للتوصل الى اتفاق جديد يمدّد ل «بروتوكول كيوتو» الحالي بعد عام 2012 أو يحل محله. وأبلغ براون وزراء الطاقة والبيئة وممثلين عن 17 من الدول الملوثة الرئيسة عالمياً أثناء اجتماع أمس في لندن قائلاً: «اعتقد أن على القادة الانخراط مباشرة لكسر الجمود، وأحضّهم على العمل معاً للتوصل إلى اتفاق في ما بيننا». ويشك الكثير من المحللين والمشرعين حول العالم في إمكان التوصل إلى اتفاق في كانون الأول، قائلين إن الموعد النهائي ضيق جداً نظراً الى عدم إحراز تقدم في موضوع خفض الانبعاثات. وتابع: «اعتقد أن الاتفاق في كوبنهاغن ممكن، لكن علينا أن نواجه حقيقة واضحة هي أن مفاوضينا لن يتوصلوا إلى اتفاق بالسرعة الكافية». واختلف المشاركون في المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة منذ سنتين، وأطلقتها في بالي (إندونيسيا) في عام 2007، حول حجم خفض نسب الكربون المطلوب من الدول الغنية بحلول عام 2020، والمساعدات التي يجب أن تقدمها للدول النامية لمواجهة ارتفاع الحرارة والعمل على الحدّ منه. ويعتبر اجتماع لندن الأحدث في سلسلة من منتديات الاقتصادات الرئيسية بتشجيع من الولاياتالمتحدة التي تعنى بحشد الدعم للعملية التي ترعاها الأممالمتحدة. وأعلن المبعوث الرئيس للإدارة الأميركية لتغيرات المناخ، تود ستيرن، أن مفاوضات لندن تتركز على كيفية تحويل مجموعة من السياسات الوطنية إلى اتفاق دولي، إضافة الى التمويل المناخي والتعاون التكنولوجي.