طالب أكثر من 100 رجل أعمال روسي القطاع الخاص السعودي بفتح أسواق مشتركة، وإقامة مشاريع عملاقة، وصياغة صورة جديدة للتعاون بين أكبر بلدين يصدران النفط في العالم، وأبدوا استعدادهم لنقل كنوز الاقتصاد الروسي الخصب بالمنتجات والفرص الجديدة إلى جدة. جاء ذلك خلال افتتاح الملتقى السعودي الروسي الأول الذي انطلق صباح أمس في غرفة تجارة جدة بعنوان: (أفاق جديدة للتعاون التجاري والاقتصادي) بحضور المدير العام لفرع وزارة الخارجية في منطقة مكةالمكرمة السفير محمد أحمد الطيب، ونائب رئيس غرفة جدة مازن بترجي، ورئيس مجلس الأعمال العربي الروسي السيد فلاديمير يفتوشينكوف الذي ترأس وفد بلاده خلال الملتقى، وعدد كبير من رجال وسيدات الأعمال من البلدين. واعتبر الطيب خلال كلمته في الملتقى أن زيارة الوفد الاقتصادي للسعودية وسلسلة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين وممثلي القطاع الخاص في البلدين مؤشر قوي لنمو العلاقات وزيادة التعاون في كل ما يخدم مصالح الشعبين، مشيراً الى أن هناك الكثير من الفرص التي لا تزال تحتاج إلى المزيد من الجهد والعمل الدؤوب من الطرفين للوصول إلى طموحات قادة بلدينا ورؤيتهما الاستراتيجية المنبثقة من إيمانهما بوجود الكثير من القوى والعناصر المشتركة التي من شأنها أن تدفع بالعلاقات إلى أعلى المستويات لتشمل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصناعية والشباب والرياضة والتعليم والثقافة كافة، وبما يحقق الخير والرفاهية للبلدين وللأمة الإسلامية والروسية. من جهته، أوضح رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة محمد عبد القادر الفضل في كلمته التي ألقاها نيابة عنه نائب رئيس الغرفة مازن بترجي أن التبادل التجاري بين البلدين أقل من الطموحات، وقال: «على رغم النمو المطرد للتبادل بين البلدين إلا أنه ما زال أقل كثيراً من طموحات البلدين إذ لم يتجاوز بضعة بلايين دولار، ولا يواكب ذلك الإمكانات الكامنة لدى البلدين»، لافتاً إلى ضرورة إزالة المعوقات التي تقف وراء بقائه بهذا الشكل حتى الآن، «إذ نرى أن القطاعين الخاص في البلدين مطالبان بالمزيد من العمل لإزالة المعوقات الإجرائية والتنظيمية وتيسير الصعوبات الفنية في ما يتعلق بحركة السلع والبضائع بين البلدين إلى غيرها من مشكلات مثل النقل والشحن والتأشيرات والتحويلات البنكية». ودعا المستثمرين الروس إلى العمل في السوق السعودية الخصبة، وقال: نحن نفتح جميع الأبواب في وجه أصدقائنا للعمل وتقديم خبراتهم في الكثير من المجالات المهمة، مؤكداً نجاح السعودية في التعامل مع الأزمة المالية العالمية التي تأثرت بها الكثير من اقتصادات العالم، «إذ نتمتع بنظام مصرفي قوي يقوم على أسس متينة، وهناك انتعاشة واضحة في الاقتصاد السعودي على عكس الأزمة التي تحدث في العالم». من جهته، اعتبر السفير فوق العادة والمفوض لروسيا الاتحادية لدى السعودية السيد فيكتور كودرافتسيف أن الظروف مناسبة أكثر من أي وقت مضى لتطوير العلاقات في المجال التجاري والاقتصادي والعلمي بين البلدين عبر هذا الملتقى. وأكد أن العلاقات بين البلدين تمر بمرحلة كبيرة من التطور والازدهار، إذ إن هناك جوانب مشتركة في العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا اقتصادياً وسياسياً وإسلامياً، ودعا أصحاب الأعمال السعوديين بفتح أسواق مشتركة وإقامة مشاريع عملاقة وصياغة صورة جديدة للتعاون بين أكبر بلدين يصدران النفط في العالم. وشدد على استعداد بلاده لنقل كنوز الاقتصاد الروسي الخصب بالمنتجات والفرص الجديدة إلى جدة، مؤكداً أن السعودية باتت تمثل ثقلاً مهماً في منطقة الشرق الأوسط باعتبارها القوة الاقتصادية الأولى في المنطقة، كما أنها تقدم مزايا كبيرة للمستثمرين الأجانب، وتتعامل بتسامح مع العالم الخارجي.