إسلام آباد - يو بي أي، رويترز، أ ف ب - أعلن الجيش الباكستاني أمس، ان جنوده سيطروا على منطقتي سبانكي وغازاي بإقليم جنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب)، وقتلوا 60 من متمردي حركة «طالبان باكستان» في مقابل سقوط 5 في صفوفه وجرح 11 آخرين. وأوضح ان مقاتلات تابعة له قصفت مواقع المسلحين في تحسيل لادها وسارفيكاي بالإقليم ذاته وسيطرت على «مواقع مهمة وهضاب استراتيجية» في محيط رازماك، في وقت تواصل نزوح المدنيين من مناطق الإقليم مع بدء عملية الجيش في جنوب وزيرستان والتي يشارك فيها 28 ألف جندي في مواجهة اكثر من 10 آلاف من مقاتلي «طالبان». وكشف مسؤولون ان حوالى 90 الف مدني نزحوا من جنوب وزيرستان التي يقطنها 600 الف شخص منذ آب (اغسطس) الماضي، مرجحين ارتفاع العدد حوالى 100 الف شخص اضافي، ما يجعل عدد النازحين بين 150 الفاً و200 الف». وأفادت معلومات امنية بأن الجيش يركز هجومه على ثلاث جبهات بهدف تطويق منطقة المتشددين وبينهم حوالى الف مقاتل من الأوزبك وبعض الأعضاء العرب في تنظيم «القاعدة». ويهاجم الجنود المدعومين من سلاحي الطيران والمدفعية من نقاط تقع في شمال الإقليم وجنوبه الغربي وجنوبه الشرقي، في وقت يستفيد المتشددون من دفاعات اعدوها لسنوات في اراضٍ جبلية قاحلة والغابات المتناثرة على جوانب الوديان. وتحاول القوات الحكومية التوسع الى منطقة مندانا على طريق كوتكاي، مسقط رأس زعيم «طالبان باكستان» حكيم الله محسود. وتحدث شهود عن اندلاع اشتباكات عنيفة في بلدة نواز كوت شمال الإقليم، حيث استمر إطلاق النار الكثيف حتى منتصف الليل، قبل ان تصل دبابات في الصباح والتي واجهتها «طالبان» بإطلاق قذائف صاروخية». وسبق أن شن الجيش فترة غير طويلة هجمات في جنوب وزيرستان، أولها العام 2004 حين قتل حوالى الفي جندي قبل أن يوقع اتفاق سلام. وفي جنوب غربي الإقليم، واجه الجيش مقاومة شديدة لدى محاولته اقتحام بلدة خايسورا التي تسيطر عليها «طالبان». وتعتبر عملية «رح النجاة» (درب الخلاص) الاختبار الأصعب للجيش الباكستاني منذ ان انقلب المتشددون على الدولة، وتأمل السلطات بأن تبقى فصائل «طالبان» الأفغانية المتواجدة في أماكن أخرى من شمال وزيرستان وجنوبها بعيدة من القتال. ويخطط القادة العسكريون الباكستانيون لحسم الهجوم خلال ستة او ثمانية اسابيع، أي قبل حلول فصل الشتاء. br / في المقابل، أكدت الحركة انها تتصدى لهجوم الجيش، معلنة تنفيذ انسحاب تكتيكي من منطقتي سبانكي وغازاي الى الجبال المجاورة، متعهدة ضرب مؤيدي الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال أعظم طارق الناطق باسم «طالبان باكستان»: يحاول الجيش دخول أراضينا من كل الجوانب، لكننا نتصدى لهم ونكبدهم خسائر كبيرة»، مضيفاً: عرّضت الحكومة سيادة البلاد للخطر لإرضاء أوباما. سنهاجم أنصاره في كل مكان». وأظهرت وتيرة الهجمات التي ضربت البلاد منذ الخامس من تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، وبينها الهجوم على مقر قيادة الجيش قرب اسلام اباد، ضعف قوات الأمن التي يقول خبراء انه تنقصها تجهيزات والخبرة في مجال مكافحة الإرهاب. وقال مسؤول اميركي ان بلاده «تبذل قصارى جهدها» لمساعدة باكستان على تحسين قدراتها في مجال مكافحة الإرهاب مع تقديم مساعدة عسكرية لها.