بدأ أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، زيارة للجزائر على رأس وفد كبير. وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان أن الشيخ حمد قدم في «زيارة عمل وأخوة» بدعوة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي استقبل ضيفه في مطار هواري بومدين في العاصمة. وأضاف بيان الرئاسة أن الزيارة سيتخللها بحث في «سبل تعزيز علاقات التعاون القائمة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات وكذلك في إطار تعميق سُنّة التنسيق والتشاور القائمة بين قائدي البلدين إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية». على صعيد آخر، أفيد أن مساعدة نائب وزير الدفاع الأميركي المكلفة الشؤون الدفاعية الخاصة بأفريقيا فيكي هدلستون قدّمت اقتراحاً إلى الجزائر يتعلق بضمان مساعدات تقنية في مجال «مكافحة الإرهاب» إلى الدول الأفريقية عبر هياكل الاتحاد الافريقي. وفي المقابل، قدم الوزير المنتدب المكلف الشؤون الافريقية والمغاربية عبدالقادر مساهل إلى هدلستون طلباً لأن ترمي واشنطن بثقلها داخل مجلس الأمن للحصول على لائحة مُلزمة تُجرّم دفع فديات للجماعات «الإرهابية» في حالات خطف الرهائن. ويُتوقع أن تشرح هدلستون، اليوم، في لقاء مع إعلاميين جزائريين، طبيعة الاقتراح الأميركي وما دار بينها وبين الوزير الجزائري مساهل خلال جلسة عمل تمت مساء أول من أمس. وعلمت «الحياة» أن مساهل نقل إلى المسؤولة الأميركية تصور الجزائر لشكل المواجهة ضد «الجماعات الإرهابية» في القارة السمراء وطلب رسمياً أن تدفع واشنطن بثقلها داخل مجلس الأمن للحصول على قرار يدين دفع الفديات في حالات الخطف. وأفيد بأن مساهل عرض على المسؤولة الأميركية التي وصلت إلى الجزائر في زيارة غير معلنة من قبل، ما يشبه التزام بلاده بالذهاب بعيداً في حملات «مكافحة الإرهاب في الساحل الافريقي». وليس واضحاً هل شملت المناقشات تحركات الجزائر إلى جانب جيوش ثلاث دول حدودية في الجنوب لمكافحة نشاط تنظيم «القاعدة» في دول الساحل ما وراء الصحراء الكبرى. ولوحظ أن عرض هدلستون تقديم مساعدة تقنية إلى الدول الافريقية «من خلال هياكل الاتحاد الافريقي» يعكس على ما يبدو رضوخاً أميركياً لتصور العديد من دول القارة ومنها الجزائر التي تشترط أن يكون أي تعاون أمني دولي «تحت عباءة الاتحاد الافريقي»، علماً أن الأميركيين كانوا في السابقين يسعون إلى تقديم المساعدة عبر فرع القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (افريكوم). في غضون ذلك (أ ف ب)، أعلن مصدر أمني الأحد مقتل مراد لوزاي القيادي في «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في عملية شنتها قوات الأمن في السابع من تشرين الأول (اكتوبر) في البيض، جنوب غربي الجزائر. وأوضح المصدر أن مراد لوزاي (43 سنة) المدعو «أبو قتادة السلفي» قتل في عملية شنتها قوات الأمن في الخيثر قرب البيض على بعد نحو 600 كلم جنوب غربي العاصمة. ولد مراد لوزاي في برج منايل قرب بومرداس على بعد خمسين كلم شرق العاصمة وكان مهندساً في البناء والتحق بمعاقل الإسلاميين عام1994 وكان مطلوباً لدى أجهزة الأمن منذ 1996. وتولى مسؤوليات في «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» التي تحولت الى فرع «القاعدة» المغاربي عام 2007.