يحدث الكثير من التناقضات في الأخبار الإعلامية التي بدأت تغزونا بكثافة في كل اتجاه بين الغث والسمين، ولم تعد مسألة التثبت قائمة، فالسرعة تتطلب التعامل بالكم لا الكيف، قصص إخبارية وصلت الى مستوى النكت والمقالب شربها إعلاميون المفترض انهم كبار، فالإنترنت ليس مصدراً يمكن الاعتماد عليه بالنسبة للحقائق وعكسها، ما قد يجعل الصحافة مرتعاً للأخبار الملفقة، واليكم هذه القصة. في احد المواقع الخاصة في الإنترنت كُتب ان الرئيس الفرنسي ساركوزي يتمنى فوز المنتخب المصري لكرة القدم على نظيره الجزائري في الموقعة المرتقبة في (شباط) فبراير المقبل، لتحديد المنتخب المتأهل لنهائيات كأس العالم، ونسب كاتب الخبر في الموقع ان هذا التصريح نقلاً عن صحيفة «سيفون سبورت»، اذ جاء التصريح على النحو الآتي: ان الرئيس الفرنسي ساركوزي يصلي كل صباح حتى لا يصل المنتخب الجزائري لمونديال 2010 في جنوب افريقيا، وذلك رداً على سؤال أحد الصحافيين العرب في مقابلة صحافية مع الرئيس الفرنسي نقلها موقع «سيفون سبورت». وبحسب ساركوزي، فإن الجالية الجزائرية الموجودة في فرنسا تحدث ضجيجاً في شوارع باريس ويملأون الشوارع فوضى كلما حقق المنتخب الجزائري الفوز في أي مباراة، اذ ينتشرون بهمجية، فضلاً عن أطنان القمامة التي يخلفونها وراءهم في الشوارع. ولهذا فإنه يصلي كل يوم حتى لا يتأهل المنتخب الجزائري للمونديال، لكي يحافظ على نظافة شوارع باريس من جراء فرحة الجالية الجزائرية، ومتذكراً ما أحدثته الجالية الجزائرية من فوضى في شوارع باريس عقب فوز المنتخب الجزائري على رواندا بثلاثة أهداف في مقابل هدف واحد في الجولة الأخيرة، وهو ما دفع ساركوزي للتعليق على الموقف مبدياً رغبته وأمانيه الكبيرة بتأهل المنتخب المصري، وأضاف ساركوزي خلال تصريحاته: انه تابع المنتخب المصري في كأس العالم للقارات، بخاصة مباراة البرازيل، وأكد أنه منتخب قوي وأنه الأجدر بالتأهل للمونديال، وقال إن المنتخب المصري فريق أكثر من رائع. ان هذه القصة العجيبة لم تنته الى هذا الحد، اذ قلد احد المرتادين ما نشر وأكد ان الرئيس الأميركي باراك اوباما يشاطر الرئيس الفرنسي أمنياته، وهذه المرة نقلاً عن صحيفة «شاور سبورت» والى هذا الحد الموضوع طبيعي وتهكم معتاد بين رواد المواقع الحوارية في الإنترنت، لكن ما الذي حدث؟ هذه التصريحات أخذت مأخذ الجد من صحف مصرية وأخرى جزائرية، وتم التعليق عليها ونقلها على اساس انها تصريحات صحيحة، بل ان كتاباً كباراً في كلا البلدين نشروا هذه التصريحات وتناولوها بجوانب مختلفة، من دون ان يشعر واحد منهم ان هاتين الصحيفتين الإلكترونيتين مصدرهما واحد وهو «الحمام» أعزكم الله، الى هذا المستوى من الانحدار وصلت أمور التنافس في كرة القدم؟! صحافة إلكترونية وعقول فارغة. [email protected]