التعاون... نهج حياة قال الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، إن المتأمل في قوله سبحانه وتعالى يجد أن هذه الآية الكريمة شكلت للبشرية نهجاً كاملاًَ ونظاماً دقيقاً للحياة، إذ إنه سبحانه بدأ بقوله «وتعاونوا...»، إذ إنه أمر إلهي يجسد أشكال الاتصال بين بني البشر كافة، ثم وفي الآية نفسها أمر آخر في الاتجاه المعاكس «وتعاونوا»، وكأن الحياة أصبحت في مجملها، إما أن نتعاون أو لا نتعاون، وكما وضحه ابن خلدون في مقدمته المشهورة أن الإنسان مدني بطبعه، أي انه لا يستطيع أن يعيش الا مع مجموعة يحاورها ويتبادل معها سبل وطرق المنفعة في الحياة، وكأننا نخلص الى انه لا حياة بلا تعاون ولا تعاون بلا حياة، وهذا امر منطقي وفطري، إذ إننا نجد على مستوى الأسرة، وهي اللبنة الأساسية في بناء أي مجتمع متى ما توفر بين أفرادها مقومات التعاون والشراكة الفعالة، سواء معنوياً أو جسدياً، كلما ارتقت هذه الاسرة وأخذت مكاناً مميزاً في مجتمعها، وعلى النقيض كلما كانت الأسرة مفككة وأفرادها منفصلون روحياً وجسدياً كانت هذه الأسرة موطناً خصباً للانحرافات والممارسات الشاذة في المجتمع. فالتعاون أساساً وركيزة لا يمكن الاستغناء عنها لاستقامة أي مجتمع، فالجسد إذا اشتكى عضو من أعضائه تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. ناصر سالم الرشيدي جامعة الملك فيصل بالأحساء عودة المدارس... لا جديد أمس «السبت» عاد أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة من مختلف المراحل الدراسية في بلادنا الى مقاعدهم الدراسية بعد إجازة طويلة نوعاً ما، وهي إجازة الصيف الماضي، ولكن مع عودة الطلبة والطالبات الى الدراسة يترقب هؤلاء الطلبة كل جديد، إذ توجد أمور عدة يعرفها التربويون والعاملون داخل الميدان التربوي الكبير، تحتاج إلى إعادة النظر فيها بما يعود على الطلاب وعلى العملية التعليمية بالفائدة، ومن خلال خبرتي الميدانية في التعليم لأكثر من 20 عاماً كمعلم او مدير ومشرف متعاون سابقاً، أقول من اهم ذلك الجديد هو المنهج الذي سوف يتعامل معه الطالب من اول العام الى آخره، وكيفية منهجيته ونوعيته، واساليب التغيير التي تجريها الوزارة بشكل سنوي، ومن الجديد ايضاً المعلم وتدريبه التدريب الصحيح من خلال تلقي الدورات والتدريبات اللازمة التي تخدم في النهاية الطالب نفسه، ومن الجديد أيضاً تهيئة المكان، حيث وبكل أسف، نلاحظ غالبية المدارس من المستأجرة التي لا تصلح مكاناً للتعليم، خصوصاً في البوادي والقرى والهجر والاماكن البعيدة التي تشتت افكار الطالب وتبعده عن الجو الدراسي تماماً. نعم، فهذه من اهم ثمار التعايش بين الطالب والدراسة، فهل حققنا جميعاً تلك الاهداف التي تسهم في النهاية لتحقيق الهدف المثمر حتى تكون العودة متعايشة ومتجانسة تماماً مع طبيعة المتغيرات التي يعيشها العالم ونعيشها نحن ايضاً، كلنا عشم وأمل ان نلاحظ ذلك التغير مع مطلع هذا العام الجديد... مع تمنياتي بالتوفيق للجميع، والى الأمام. عبدالله مكني مدير جمعية البيئة بمنطقة الباحة