تعافت أسعار النفط قليلاً أمس، فيما يحاول المستثمرون في عقوده الآجلة تقويم اتجاهات السوق، خصوصاً بعد استبعاد خبراء أي ارتفاعات كبيرة في الأسعار قبل تحقيق الاقتصادات الآسيوية الكبرى انتعاشات. وكانت التخمة المتزايدة في المعروض وضعف الطلب العالمي أديا إلى نزول أسعار الخام إلى أقل من النصف من ذروتها التي تجاوزت 115 دولاراً للبرميل في حزيران (يونيو) 2014. ونزلت الأسعار أكثر من 10 في المئة منذ بداية السنة. (للمزيد) وارتفع سعر مزيج «برنت» في العقود الآجلة أمس 10 سنتات إلى 51.20 دولار للبرميل بعد نزوله إلى 49.66 دولار، وهو مستوى لم يشهده منذ أيار (مايو) 2009. وزاد سعر الخام الأميركي في العقود الآجلة دولاراً إلى 48.93 دولار للبرميل بعد هبوطه إلى 46.83 دولار، وهو أدنى مستوياته منذ نيسان (أبريل) 2009. وأجج هبوط أسعار النفط المخاوف من انكماش الاقتصادات، ما زاد من الغموض الذي يكتنف آفاق الطلب عقب صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية الضعيفة. ونقل موقع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) عن «دويتشه بنك» وصندوق النقد الدولي تقديرات حول سعر النفط المطلوب لتحقيق التوازن في موازنات بعض الدول النفطية البارزة في ضوء أوضاعها الاقتصادية. وتبلغ الأسعار بالدولار 184 لليبيا، و131 لكل من إيران والجزائر، و123 لنيجيريا، و118 لفنزويلا، و105 لروسيا، و104 للسعودية، و101 للعراق، و81 للإمارات، و78 للكويت، و77 لقطر. وارتفعت مؤشرات الأسواق الخليجية بعد أيام من الانخفاض، على رغم الضعف العام لأسعار الخام والتوقعات المتشائمة للاقتصاد العالمي. وانتعشت أسواق السعودية والإمارات والكويت وقطر، فيما تراجعت سوقا مسقط والبحرين الصغيرتان. وذكر محللون أن الخسائر الفادحة في أسعار الأسهم خلال الأسابيع الماضية جعلتها جاذبة جداً للمستثمرين. وشدد محللون على أن أسعار النفط ستواصل هبوطها مع ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب وقوة الدولار ولن تصعد إلا عندما تستفيد الاقتصادات الصناعية الكبرى، خصوصاً في آسيا، من انخفاض أسعار الطاقة. ودفع تدني أسعار النفط العالمية الصين إلى موجة شراء محموم وصلت بالواردات إلى مستويات قياسية في كانون الأول (ديسمبر)، وفق تقديرات أشارت إلى أن أكبر مستهلك للطاقة في العالم رفع إلى الضعفين احتياطاته الإستراتيجية من الخام في 2014 مقارنة ب 2013. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما لن يوقع على مشروع قانون يجيز مد خط الأنابيب «كيستون إكس إل» لنقل النفط من كندا إذا أقره الكونغرس الجديد الذي يهيمن عليه الجمهوريون. ورداً على تهديد البيت الأبيض باستخدام حق النقض لإحباط مشروع القانون كررت الحكومة الكندية دعوتها الولاياتالمتحدة إلى الموافقة على المشروع المثير للخلاف بسبب الأضرار البيئية المحتملة التي يمكن أن تترتب عليه. وهبط العجز التجاري في الولاياتالمتحدة في تشرين الثاني (نوفمبر) أدنى مستوياته في 11 شهراً، إذ أدى هبوط أسعار النفط إلى تقليص فاتورة الواردات وهو ما طغى على أثر تراجع الصادرات والذي ربما يكون مرتبطاً بنزاع عمالي في أحد الموانئ الرئيسة في البلاد. وأعلنت وزارة التجارة الأميركية أن العجز التجاري تقلص 7.7 في المئة إلى 39 بليون دولار، وهو الأقل منذ كانون الأول 2013. ومع تحسن الاقتصاد الأميركي، يبدأ أوباما سلسلة رحلات داخل الولاياتالمتحدة ليعرف الأميركيين بالأرقام الجيدة على أمل أن ينعكس ازدهار الوظائف قليلاً على شعبيته المتدنية. وتعهد الجمهوريون بالتصدي بشدة للرئيس في مواضيع وضعها في طليعة أولوياته، مثل الطاقة والضمان الصحي، تمهيداً للانتخابات الرئاسية عام 2016.