سارعت وزارتا «التربية والتعليم» و«الصحة» إلى تكثيف حملات توعوية بمرض «أنفلونزا الخنازير» في الاسبوعين الماضيين، إلى جانب مساهمة جمعيات في الحملة التوعوية، بيد ان تلك الحملات لم تدخل الطمأنينة على أولياء أمور الطلاب والطالبات، في مدن وقرى المنطقة الشرقية، بالحفاظ على سلامة أبنائهم في المراحل الابتدائية، الذين يفتتحون اليوم موسمهم الدراسي، بعد تأجيل دام أسبوعين. واحتلت الأقاويل الصادرة من المجالس الخاصة، والمحذرة من انتقال العدوى بين الطلاب، مكاناً متقدماً على حملات التوعية والمحاضرات، التي شاركت فيها جمعيات أهلية وناشطون اجتماعيون. ويتزايد الخوف مع «دخول فصلي الخريف والشتاء»، اللذين يترافقان مع دخول طلاب الابتدائي إلى فصولهم الدراسية. وشهدت المجالس الرجالية والنسائية انفتاحاً على تناقل الشائعات عن المرض وضحاياه، مزيحة أي حديث آخر. ونسب مطلعون انتشار الشائعة إلى «النقص الحاد في تزويد مدارس كثيرة بالمواد اللازمة لمكافحة المرض، مثل المعقمات والكمامات»، وبخاصة أن «معلمين في مدارس، ألزموا طلابهم بشراء المعقمات على حسابهم الخاص، فيما خصصت إدارة التربية والتعليم عينات بسيطة من المعقمات لبعض المدارس». وذكر معلم في مدرسة ابتدائية في الدمام، أن «إدارة المدرسة لم تتمكن من تخصيص غرفة عزل فيها، نظراً إلى قلة عدد الغرف في المدرسة»، مشيراً إلى أن «تخصيص غرفة عزل كفيل ببث الاطمئنان بين الأهالي»، إلا أن «هذا التخصيص، ساهم في بث الرعب بين سكان أحد الأحياء في الدمام». وقالت معلمة في إحدى المدارس إن «غرفة العزل لدينا، عبارة عن مساحة صغيرة أسفل السلم»، لافتة إلى «عدم جاهزيتها لاستقبال أي مصاب وعزله». ونفت إدارة التربية والتعليم في الأحساء وجود إصابات بين طلابها، إلا أن «الشائعة لها طبيعة خاصة في الانتشار»، كما يقول أحد المعلمين، مبيناً أن «البعض تناقل أسماء مدارس شهدت إصابات»، كما «ساهمت منتديات في الانترنت في نشر الشائعات». وعزا معلمون سبب انتشار الشائعات في شكل مبالغ فيه إلى «غياب الحملات التثقيفية والصحية عن الكثير من المدارس، وعدم وجود المعقمات، إضافة إلى عدم الإلمام الجيد بالمرض، لدى بعض المعلمين والمعلمات».