أجمع المتحدثون في لقاء نظّمته «بادر» (برنامج الشباب المبادر) في لبنان بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال، على أهمية منطقة الشرق الأوسط بضفتيها، في أن تكون جزءاً من حلّ لأزمة المال العالمية، وأن تشكل هذه الأزمة فرصة لهذه المنطقة لما ستفرزه من معطيات جديدة. ورأى رئيس الهيئات الاقتصادية في لبنان عدنان القصار، أن «في حال نجحنا في استخلاص العبر والدروس من الأزمة العالمية، وهي غير قليلة، فستكون فرصة للمتوسط». ولفت إلى «مؤشرات مشجعة وبعض المبادرات، التي تظهر أن الإرادات الطيبة تتحرك من أجل أفضل مستقبل للمنطقة المتوسطية، ومنها الاتحاد من أجل المتوسط وتحالف المصارف في المنطقة». واعتبر المدير العام للمعهد العالي للأعمال ستيفان أتالي، أن إقامة فضاء متوسطي حول مشروع «الاتحاد من أجل المتوسط»، «مشروع كبير وتحد وورشة ضخمة تنطلق اليوم لتجسد الحلم بمنطقة متوسطية جديدة». ورأى أن لبنان «يحتل موقعاً مميزاً في قلب هذا الفضاء الجديد، وهو يسجل نسبة نمو استثنائية في وقت اهتز النظام الاقتصادي والمالي العالمي، ويبدو اقتصاده قليل التأثر بتداعيات الأزمة». أهداف المجموعة وعرض رئيس «بادر» النائب روبير فاضل، أهداف المجموعة وإنجازاتها، ووقّع هو والمندوب العام لمعهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسّطي جان لوي غيغو، اتفاق شراكة اعتبر فاضل أنه «يتيح لرواد الأعمال اللبنانيين اكتشاف المنطقة المتوسطية في شكل أفضل كمساحة حيوية للبنان». وشدد غيغو على أهمية «التحدي المتمثل في بناء المساحة المتوسطية، التي تشكل تقاطعاً للحضارات والأديان، وتتصارع فيها العصبيات والأصوليات». وتحدث المحاضر الضيف، عضو مجلس المراقبة في معهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسّطي (IPEMED) وزير العدل والزراعة الفرنسي السابق هنري نالّيه، مؤكداً أهمية «انتهاج استراتيجية مختلفة لتطوير العلاقات المتوسطية». وتقوم هذه الاستراتيجية على «تشجيع الصلات بين الأطراف الاقتصاديين في المنطقة، انطلاقاً من أن لدى الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة في كل القطاعات الإنتاجية، مصالح مادية يمكن تبادلها، كما يهمها بيع إنتاجها في افضل الظروف الممكنة في أسواق المنطقة». ورأى نالّيه أن «منطقة المتوسط يمكن ان تكون جزءاً من الحل للأزمة الحالية، وهي تعزز ضرورة التعجيل في اقامة المساحة المتوسطية المشتركة، لأسباب تتمثل في دخول الدول العربية الأزمة متأخرة وقد تخرج منها قبل غيرها، كما تملك الامكانات المالية».