هددت الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أخيراً، شركات الطيران العاملة بالمطارات، بفرض عقوبات صارمة في حال تهاونها بنقل ركاب سعوديين ثبت خلال الفترة الماضية زيارتهم لأحد البلدان الموبوءة بفايروس «إيبولا» دون إبلاغ الجهات المختصة في مطار الوصول، بأسماء الركاب وأرقام مقاعدهم، وذلك لمحاصرة ومنع انتقال الفايروس إلى الأراضي السعودية. وأوضح مصدر مطلع ل «الحياة» أن الطيران المدني أصدرت قراراً ينص على مشغلي الطائرات المتجهة إلى السعودية منع سفر أي راكب غير سعودي سبق له الدخول إلى هذه الدول (سيراليون، غينيا، ليبيريا) خلال ال21 يوماً التي تسبق موعد المغادرة إلى السعودية، وعلى مشغلي الطائرات المتجهة إلى السعودية السماح بسفر الركاب السعوديين الذين سبق لهم زيارة هذه الدول مع ضرورة إبلاغ الجهات المختصة بمطار الوصول بأسماء الركاب وأرقام مقاعدهم قبل إقلاع الرحلة، مؤكداً أنه سيتم تطبيق العقوبات النظامية بحق مشغلي الطائرات الذين يخالفون هذه التعليمات. وبيّن المصدر أن هذه الخطوة تأتي نظراً إلى استمرار تفشي وباء مرض الحمى النزفية «إيبولا» في دول غرب أفريقيا، وللحيلولة دون وفادة المرض إلى السعودية، إضافة إلى صدور تعليمات وزارة الصحة بضرورة اتخاذ التدابير الاحترازية من جميع مشغلي الطائرات إلى السعودية. من جهتهم، وصف مستثمرون في سوق العمرة هذه الخطوة بالممتازة للحفاظ على صحة المعتمرين في ظل استمرار انتشار مرض الحمى النزفية «إيبولا» في دول غرب أفريقيا، مؤكدين حرصهم على عدم السماح بوصول المعتمرين من هذه الدول الموبوءة، وذلك لسلامة المعتمرين من انتشار الأمراض الوبائية بينهم. وكانت وزارة الصحة السعودية أوضحت أن السعودية أوقفت إصدار تأشيرات الحج والعمرة للدول الموبوءة بمرض «إيبولا»، وأنها وضعت كافة الأشخاص الذين اختلطوا بالمواطن الذي يشتبه في أنه توفي بسبب الإصابة بمرض الحمى النزفية «إيبولا» تحت الملاحظة الصحية لمدة 21 يوماً هي فترة حضانة الفايروس. وفي نهاية كانون الأول (ديسمبر)، أعلنت «منظمة الصحة العالمية» أن 678 من العاملين في القطاع الصحي أُصيبوا بالفايروس، توفي منهم 382، وتلك الحصيلة لا تشمل الممرضة البريطانية التي أصيبت بالمرض أخيراً نتيجة عملها لحساب منظمة غير حكومية في سيراليون إحدى الدول الموبوءة بالمرض. وتفيد آخر حصيلة ل «منظمة الصحة العالمية» بأن وباء الحمّى النزفية أودى بحياة 7890 شخصاً على الأقل من أصل 20 ألفاً، وجاءت الدول الأكثر تضرراً غينياوليبيريا وسيراليون. وتقول منظمة الصحة العالمية، ومنظمات أخرى، إنه على رغم أن كثيرين نجوا من هذا الوباء، إلا أن مجتمعاتهم لا تزال تلفظهم، فيما يواصل الوباء انتشاره بسبب قلة المعلومات عن المرض ونفي وجوده أصلاً.