حينما اقتربت انطلاقة العام الدراسي بدأت مخاوف الآباء والأمهات على أبنائهم من الوباء على رغم تأكيدات وزارتي «التربية» و«الصحة» بذلهما كل ما في وسعهما للحفاظ على سلامة الطلاب.مفاجآت وقلق وتفحص المفاجأة هنا بحسب جولات ميدانية قامت بها «الحياة» في عدد من المدارس الحكومية أن هذا الهاجس لم يمنع كثيراً من الأسر من إرسال أبنائهم إلى المدارس بل ان الوزارة نفسها لم تتوقع هذا الإقبال الذي فاق 90 في المئة، لتصبح نسبة الغياب في اليوم الأول ضئيلة وأعلى من النصاب الذي حدده مجلس الوزراء. في نهاية اليوم الدراسي الأول كانت هناك أسئلة عدة تنتظر هؤلاء الأبناء فور عودتهم إلى المنزل يسبقها نظرات تفحص على وضعهم الصحي، ليجد هؤلاء الأبناء سؤالاً قد يكون «المشترك» عند أكثر من مليوني أسرة، وهو كيف رأيت (رأيتِ) استعدادات المدارس؟ وتباينت الإجابة من طالب إلى آخر. وفي اليوم الثاني كان لسان حال أولياء الأمور سؤالاً يريد إحصاء عن عدد الإصابات حتى يقرروا مواصلة أبنائهم للدراسة أم لا، فكان عدد البلاغات التي تلقتها اللجنة التنفيذية في اليوم الأول من جميع إدارات التعليم 17 حالة اشتباه بالإصابة بالمرض، إذ تم عزل الطلاب المشتبه بهم في غرف خاصة، وأجريت لهم الإجراءات الصحية المتبعة كما تم أخذ عينات من الدم للكشف عليها في مختبرات وزارة الصحة. في هذا اليوم طمأن نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر الميدان التربوي على سير اليوم الدراسي الأول في المرحلتين المتوسطة والثانوية في مدارس التعليم العام للبنين والبنات، مثنياً على دور الهيئة التعليمية في المدارس وتنفيذ البرامج التوعوية والتثقيفية. وأكد أن التنسيق قائم بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة في ما يخص لقاح أنفلونزا H1N1 وسيتم توجيه إدارات المدارس خطياً باستقبال فرق وزارة الصحة المكلفة رسمياً بتطعيم الطلاب واتخاذ الخطوات المقررة من جهات الاختصاص التي من أهمها التنسيق مع أولياء الأمور لأخذ موافقتهم حول منح أبنائهم فرصة الاستفادة من اللقاح. حسم جدل الابتدائية تداول المجتمع وراء الستار في اليوم ذاته معلومة لمدة عشر ساعات تقريباً وانتشرت في المواقع الإلكترونية عن تأجيل موعد الدراسة للمرحلة الابتدائية لتأخر وصول اللقاح المضاد للمرض، لكن مجلس الوزراء حسم ذلك بتأكيده بدء الدراسة في المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال والتربية الخاصة في موعدها المقرر. جازان تحت المجهر قامت نائبة وزير التربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز بزيارة لعدد من مدارس التعليم العام في منطقة جازان للوقوف على الاستعدادات التي تم التوجيه بتنفيذها ومدى جاهزية المدارس لاستقبال الطالبات والمعلمات والتجهيزات لمواجهة المرض، والوقوف على استعدادات المدارس من حيث توفير وسائل السلامة وجاهزية الهيئة الإدارية والتعليمية في المدارس للقيام بمهامها التعليمية. وأول من أمس هو اليوم الأخير في الأسبوع الأول الذي واصل الطلاب دراستهم وعيونهم تنظر إلى أول إجازة أسبوعية ليستريحوا قليلاً بعد أسبوع حافل بالمتابعات لهذا الوباء بعد أن أشبعوا معلميهم بأسئلة حائرة، ملَأها ترقب حذر بعد إصابة عدد من أقرانهم في مدارس متنوعة في البلاد، داعين لهم بالشفاء العاجل، فيما كان حديثهم الساخن عن مأمونية اللقاح المضاد لهذا الوباء ليجدوا تأكيداً جديداً من وزير الصحة عبر وسائل الاعلام أن اللقاح سيعرض على 17 خبيراً في الطب الوقائي للتأكد من سلامته وخضوعه للشروط المطلوبة قبل استخدامه. وتتجه الأنظار غداً إلى طلاب المرحلة الابتدائية ورياض الأطفال الذين سيلتحقون بالدراسة وسط مخاوف من أهل الاختصاص وأولياء الأمور من جدوى الخطط المطروحة في حماية الطلاب بعد أن سبقهم مليونا طالب وطالبة خاضوا بداية المواجهة الحقيقية بين الخطة الوقائية لمكافحة المرض واستعدادات وزارة التربية والتعليم في مدارسها. ومن خلال المخاوف من انتشار أنفلونزا الخنازير تبين أن المدارس تستعد لسيناريوهات صعبة قد تشهدها في حال ظهور إصابات بالمرض بين الطلاب، من خلال طرق بديلة لمواصلة استمرار تلقين الدروس بطريقة التعليم عن بعد. واللافت أن وزارة التربية لم تصدر في اليوم الأخير من الأسبوع الأول أي بيان عن عدد الطلاب المصابين. لا إصابات في حائل أكد المدير العام للتربية والتعليم في منطقة حائل الدكتور محمد بن إبراهيم العاصم ل«الحياة»، أنه لم تسجّل أية حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير بين طلاب مدارس منطقة حائل في المرحلتين المتوسطة والثانوية، مشيراً إلى أن حالات الاشتباه التي أبلغت عنها بعض المدارس كانت محدودة جداً، ولا تتجاوز ارتفاع في درجة الحرارة فقط وأشاد بتعاون أولياء أمور الطلاب وأسرهم مع الإجراءات الوقائية والوعي الذي انعكس بشكل إيجابي من خلال انتظام الطلاب وانضباطهم منذ اليوم الأول، لافتاً إلى الدور الريادي للمعلمين ومديري المدارس في تثقيف المجتمع المدرسي، وهو ما أثمر نتاجاً إيجابياً كان ظاهراً على حضور الطلاب ووجودهم في مدارسهم وبدء العام الدراسي بنجاح في المرحلتين المتوسطة والثانوية. وذكر أن نسبة الحضور في مدارس حائل بلغت 98 في المئة ولم تسجل أي حالات غياب ظاهرة، وهو تأكيد حقيقي على وعي المجتمع وقدرته على تجاوز أي تحديات قد تواجهه، معتبراً ذلك مشجعاً لعودة قوية وجادة لطلاب المرحلة الابتدائية غداً. وأوضح أن جميع مدارس المرحلة الابتدائية جاهزة لاستقبال الطلاب، إذ تم إكمال الاستعدادات وتهيئة المدارس الابتدائية، وإعداد برنامج خاص لطلاب الصف الأول الابتدائي، وتطبيق الأسبوع التمهيدي، وبرامج توعوية وقائية لبقية طلاب هذه المرحلة، حيث سيقوم بتنفيذها المعلمون والمشرفون، مشيراً إلى أن الإشراف الطبي الذي سيواصل برامجه خلال الأسبوع المقبل بالتركيز على طلاب المرحلة الابتدائية.