انتخب لبنان أمس عضواً غير دائم في مجلس الأمن لمدة سنتين ب 180 صوتاً، في جلسة عقدت في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس. واعتبر مندوب لبنان لدى الأممالمتحدة السفير نواف سلام فوز لبنان بمقعد في مجلس الأمن بهذا العدد من الأصوات عبارة عن «تجديد الثقة الدولية بلبنان وبصدقية لبنان»، وقال ل «الحياة» ان عدد الأصوات الذي حصل عليها لبنان له «دلالة على المكانة التي لا تزال لهذا البلد على الساحة الدولية على رغم كل ذلك القدر من التشكيك، وعلى رغم الأزمة السياسية، وعدم التمكن من تشكيل حكومة بعد». وأضاف ان عضوية لبنان في مجلس الأمن «ستعطيه منبراً مهماً ليكون في موقع أقوى للدفاع عن قضايانا وعن القضايا العربية». وقال: «نحن نعتبر هذا الموقع منبراً لنا لندفع برسالتنا الأساسية كلبنان وهي سيادة القانون الدولي». ولفت سلام الى ان لبنان الذي سبق وكان عضواً في مجلس الأمن عامي 1953 و1954، عضو مؤسس للمنظمة الدولية «وله دور في صياغة شرعة حقوق الإنسان، وله مساهمات في معاهدة فيينا، وله دور في تطوير القانون الإنساني من خلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضاف: «لبنان معني بالقانون الدولي، ولكونه بلداً صغيراً يعرف معنى التمسك بالقانون الدولي وأحكام القانون الدولي». وأكد ان «رسالة لبنان هي الالتزام بالعمل من أجل سيادة مبادئ القانون الدولي. ولذلك، كان لبنان دائماً يدعو الى الالتزام بقرارات الأممالمتحدة بهيئاتها المختلفة بما فيها مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية». ويذكر ان لبنان مرشح للمقعد الآسيوي في مجلس الأمن منذ عام 1996 وقد حصل على التبني العربي لترشيحه عام 1997، ثم مؤتمر المنظمة الإسلامية في كيمبالا عام 2007، ثم دعم المجموعة الآسيوية لدى الأممالمتحدة في عام 1998. وتوقع سلام «تحدياً كبيراً للبلد، ونأمل بأن ننجح به»، موضحاً ان هناك «مواقف ثابتة» للبنان في أكثرية المسائل التي يتناولها مجلس الأمن، «وغيرنا كان في حالات أصعب». ورأى أن «العضوية في مجلس الأمن تعزز مكانة لبنان تجاه الدول الكبرى وتعزز من أهميته على الساحة الدولية». وحول المخاوف من انعكاس الخلافات اللبنانية الداخلية على مواقف لبنان في مجلس الأمن أو انعكاس صوت لبنان في أي قضية على الوضع الداخلي اللبناني، قال سلام: «هناك تحد كبير، وعلينا أن ننجح في رفع هذا التحدي»، وأضاف: «هذا حافز للبنان وللبنانيين أن يصوغوا سياستهم الخارجية بما يحافظ على وفاقهم الداخلي». واعتبر ان «خشبة الخلاص» هي «عملية السلام في المنطقة» إذ ان النجاح فيها هو «السبيل والخلاص الوحيد». وبحسب سلام، سيرأس لبنان مجلس الأمن مرتين خلال ولايته لسنتين علماً بأنه يدخل المجلس في الأول من كانون الثاني (يناير) عام 2010 ويخرج منه في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2011. وتصادف الرئاسة الأولى، بحسب تدرج الألفباء، في أيار (مايو) المقبل أي بعد مرور 4 أشهر فقط على عضويته في مجلس الأمن. وبحسب موقع لبنان في الألفباء، ستكون له فرصة لرئاسة ثانية - الأمر الذي لا تحصل عليه كل الدول. حشد الطاقات وحشدت البعثة اللبنانية لدى الأممالمتحدة كل طاقاتها خلال الأشهر الماضية لضمان الحصول على أكبر عدد ممكن من الأصوات، على رغم أن لا منافس لترشيح لبنان للمقعد الآسيوي، شأنه شأن جميع المرشحين الآخرين لمختلف المقاعد الموزعة جغرافياً. وقال سلام: «عقدنا، أفراد البعثة أو أنا، اجتماعات ثنائية مع كل أعضاء الجمعية العامة ال 191» - في اشارة الى استثناء اسرائيل وحدها من اللقاءات الثنائية. وأضاف: «هذا الى جانب الدفع بالترشيح اللبناني على صعيد المجموعات الإقليمية». وخص المندوب الدائم بالذكر نائبة المندوب الدائم، كارولين زيادة، التي قال انها كانت ناشطة في العمل نحو حشد الأصوات مع لبنان. وقال ان وزارة الخارجية أوفدت أخيراً خمسة ديبلوماسيين اضافيين للالتحاق ببعثة لبنان لدى الأممالمتحدة مما يضع عدد العاملين في البعثة المندوب الدائم، نائبة المندوب الدائم و8 ديبلوماسيين آخرين. وختم سلام بالقول: «لن نكون مادة على طاولة مجلس الأمن وإنما سنصبح طرفاً يجلس الى طاولة البحث داخل المجلس».