أعلنت ليبيا أمس الإفراج عن 88 من السجناء الإسلاميين المنتمين إلى «الجماعة الإسلامية المقاتلة» وجماعات «جهادية» أخرى. وكان لافتاً أن الإفراج عن هؤلاء من سجن أبو سليم في طرابلس جاء بعد أيام فقط من ترشيح سيف الإسلام القذافي لتولي منصب رفيع في الدولة. ويأتي إطلاق السجناء الذين ينتمي بعضهم إلى «القاعدة» و «شبكات» تجنيد المقاتلين للعراق منذ 2003، بعد أسابيع من إعلان قيادة «المقاتلة» في السجون الليبية «دراسات تصحيحية» شملت مراجعات لانتهاج العنف وسيلة لقلب نظام الحكم. وجاء في بيان وزعته "مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية" التي يرأسها سيف الإسلام القذافي، أن الإفراج عن 45 عنصراً من أعضاء "الجماعة الليبية المقاتلة"، بالإضافة إلى 43 عنصراً من المنتمين إلى جماعات «جهادية» مختلفة» يمثّل تواصلاً لجهود مؤسسة القذافي في ايجاد تسوية لهذا الملف. وكان سجناء «المقاتلة» ال 45 يعرفون منذ ما لا يقل عن شهرين أن السلطات وضعت أسماءهم على لائحة أشخاص سيُفرج عنهم. وغالبية هؤلاء من عناصر الشبكات التي فككتها أجهزة الأمن في سنوات المواجهات في التسعينات. وإضافة إلى هؤلاء، أفرجت ليبيا أيضاً عن 43 «جهادياً» اعتقل بعضهم في إطار تفكيك شبكات تعمل على تجنيد متطوعين إلى العراق، وبعضهم كان ينتمي سابقاً إلى «القاعدة». وأقر القيادي السابق في «المقاتلة» الباحث نعمان بن عثمان ل «الحياة» بأن الإفراج عن قادة «المقاتلة» ما زالت أمامه عوائق «فنية وتقنية» تتمثل في أن ملفات التحقيق معهم لم تُغلق حتى الآن. ونقلت وكالة «فرانس برس» من طرابلس عن صالح عبدالسلام مساعد سيف الإسلام القذافي انه «بالاضافة الى أعضاء الجماعة المقاتلة، فإن المعتقلين الآخرين الذين أفرج عنهم هم أعضاء سابقون في القاعدة وكانوا ينشطون في أفغانستان أو في العراق». وقال: «تأكدنا أنهم نبذوا العنف نهائياً وسيكونون أعضاء فعالين في المجتمع». وذكرت الوكالة أن المعتقلين الذي تم تجميعهم في باحة سجن أبو سليم التقوا الصحافيين قبل أن يجتمعوا بافراد عائلاتهم وسط زغاريد النساء وصيحات «الله اكبر». وأعلن مصدر رسمي ليبي انه سيتم هدم سجن ابو سليم «خلال الأيام المقبلة» وسيقام مكانه حديقة عامة وحي سكني.