قدم نخبة من العلماء والباحثين، المهتمين بالقرآن الكريم وتقنيات المعلومات، والمتخصصين في القرآن الكريم وعلومه من داخل السعودية وخارجها، «37» بحثاً تهدف إلى بيان أهمية تطويع تقنية المعلومات في استخدام برامج القرآن الكريم عملياً لتيسير تعلّم القرآن الكريم وتعليمه، وذلك في الندوة التي نظمها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة أخيراً بعنوان: «القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة». وتسعى هذه الندوة إلى إبراز دور المجمع، وبيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم، بسبب استخدام التقنيات المعاصرة، ودراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة القرآن إلى فئات المجتمع، وتقويم ما تقوم به شبكات (الإنترنت) من تعريف بالقرآن الكريم وعلومه، ودراسة إيجاد (برمجيات) مساعدة في خدمة القرآن الكريم، والتحذير من البرامج والمواقع المعادية للقرآن الكريم. وقال وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في الندوة التي رعاها أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود: إن هذه الندوة تأتي إدراكاً من المجمع بأهمية دراسة الإنجازات التي وصلت إليها تقنية المعلومات في خدمة القرآن العظيم، وتقويمها، واستشراف الآفاق المستقبلية التي يمكن الوصول إليها في هذا الصدد. وكشف آل الشيخ أن المجمع تلقى (147) فكرة بحث تقدم بها علماء ومفكرون وأكاديميون متخصصون في القرآن الكريم وعلومه والتقنيات المعاصرة من مختلف أقطار العالم ولا سيما من الدول العربية والإسلامية، من خلال موقع الندوة على شبكة الإنترنت، إذ تمت دراستها من اللجنة العلمية في الندوة، وقُبل منها (63) فكرة لها علاقة بالندوة أجاز التحكيم (37) منها، مبيناً أن جميع إجراءات الندوة وخطوات المشاركة فيها تتم إلكترونياً من خلال الحاسوب، إذ تم تصميم موقعها على الإنترنت بالتعاون مع جامعة طيبة. وتابع: «إن ثمة تطوراً كبيراً صاحب مصادر المعلومات في عالمنا المعاصر، إذ شهد تقدماً ملحوظاً وتنافساً في أوجه الخدمة المعرفية، وكتاب الله جدير بالوفاء به، وخدمته خدمة جليلة تليق بمنزلته، ومن هنا وجّهت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - وهي الجهة المعنية في هذه البلاد المباركة - المسؤولين في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لعقد ندوة علمية ليتداول الرأي والمشورة من خلالها أهل الخبرة والعلم بالتقنيات الحديثة وطرق استثمارها لخدمة كتاب الله - عز وجل، ودعا الباحثين والعلماء المشاركين في الندوة إلى المساهمة الفاعلة في إثراء المناقشات والمداخلات والخروج بتوصيات بنّاءة». ونوه إلى أن هذه الندوة تأتي امتداداً للندوات الأربع السابقة التي نظمها المجمع خلال السنوات الماضية، إذ كانت الأولى بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالقرآن الكريم وعلومه عام 1421ه)، والثانية بعنوان: (ترجمة معاني القرآن الكريم - تقويم للماضي وتخطيط للمستقبل عام 1423ه)، والثالثة بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنة والسيرة النبوية عام 1425ه)، والرابعة بعنوان: (القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية عام 1427ه). من جانبه، أوضح الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة الدكتور محمد سالم العوفي أن الندوة تهدف إلى بيان أهمية تقنية المعلومات في تيسير تعلّم القرآن الكريم وتعليمه وإبراز دور المجمع في توظيف التقنيات المعاصرة في خدمة القرآن الكريم وبيان الأحكام الفقهية الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم؛ بسبب استخدام التقنيات المعاصرة ودراسة السبل الهادفة لإيصال رسالة القرآن الكريم إلى فئات المجتمع وتقويم ما تقدمه الشبكة العالمية (الإنترنت) والبرمجيات من خدمة للقرآن الكريم والتشجيع على ابتكار برمجيات تخدم القرآن الكريم والتحذير من البرامج والمواقع المناهضة للقرآن الكريم وتعزيز البحث العلمي الموثق في مجال خدمة القرآن الكريم وتشجيع التواصل بين المهتمين والمتخصصين في مجال خدمة القرآن الكريم والتقنيات المعاصرة. وأشار إلى تطور استخدام الحاسبات في مناحٍ شتى من حياتنا اليومية، إذ تطرقت إلى معظم المجالات، وطوِّعت لخدمة القرآن الكريم وعلومه ضمن برامج عديدة ومتنوعة، وكذلك مواقع شبكية متخصصة، ومساهمة في مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لإثراء المحتوى العربي الإلكتروني. وتوقع وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية الأستاذ سعود بن عبدالله بن طالب أن تثمر الندوة نتائج إيجابية تنعكس لمصلحة البرامج الإسلامية الحاسوبية والتقنية مستقبلاً، وعزا ذلك إلى ما يتوافر لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من إمكانات عامة واستعدادات جيدة لهذه الندوة والرصيد الوافر من الخبرات. من جانبه، قال مدير العلاقات العامة في وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد سلمان العمري: «إن هذه الندوة ثمرة من ثمار مجمع الملك فهد، وهي من بذور الخير التي غرسها ولاة الأمر في خدمة الإسلام والمسلمين، إذ دأب المجمع على إقامة سلسلة من الندوات العلمية المميزة، شارك بها نخبة من العلماء والمفكرين والمتخصصين قدموا فيها ما يزيد عن 250 بحثاً». وأضاف: «الندوة امتداد لرسالة المجمع السامية في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وهي ترجمة لأهدافه التي رسمها المؤسسون له، وتتويجاً لجهوده الخيرة المباركة التي تتطور مع تطور الزمن ومعطياته ولا أدل على ذلك من هذه الندوة، فهي تهدف إلى بيان أهمية تطويع تقنية المعلومات في استخدام برامج القرآن الكريم عملياً، لتيسير تعلم القرآن الكريم وتعليمه، وإبراز دور المجتمع في هذا السبيل، وبيان الأحكام الطارئة الخاصة بالقرآن الكريم وعلومه، ودراسة إيجاد برمجيات مساعدة في خدمة القرآن الكريم والتحذير من البرامج المعادية للقرآن الكريم». يذكر أن محاور الندوة خمسة: الأول: التطبيقات التقنية للقرآن الكريم، والثاني: الأحكام الفقهية الخاصة بالقرآن الكريم المترتبة على التعاملات (الإلكترونية)، والثالث: (الأدوات البرمجية) المساعدة على خدمة القرآن الكريم، والرابع: الجهود التقنية المبذولة في خدمة القرآن الكريم، والخامس: البرمجيات ومواقع (الإنترنت) المناهضة للقرآن الكريم.