أعلنت روسيا امس أنها أبرمت عقدا لشراء طائرات بلا طيار من اسرائيل، في خطوة تهدف الى تحديث قدراتها في مجال الاستطلاع الجوي بعدما كشفت الحرب القصيرة مع جورجيا قصورها. ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للانباء عن نائب وزير الدفاع الروسي فلاديمير بوبوفكين قوله: «لقد ابرمنا عقدا مع شركة اسرائيلية لتسليم طائرات من دون طيار» لم يحدد عددها او الشركة التي ابرم العقد معها، موضحا في الوقت نفسه ان روسيا لا تشتري هذه الطائرات «لاستخدامها في القتال» بل «اساساً لاختبار امكاناتها». كما نقلت عنه وكالة «ايتار - تاس» الروسية للانباء قوله مازحاً: «بالنسبة الى الطائرات الاسرائيلية من دون طيار، فسنتعامل معها كما يتعامل الصينيون»، في اشارة الى ان الصين تدرس التكنولوجيا العسكرية التي تحصل عليها من اجل استخدامها لتحسين المعدات التي لديها. وافادت وكالة «ريا - نوفوستي» ان بوبوفكين قال ان روسيا استخدمت طائرات «تيبشاك» في حربها ضد جورجيا، لكن هذه الطائرات تعاني من «مشاكل كثيرة جدا»، اذ «بالامكان سماع صوتها عن بعد 100 كيلومتر»، علما ان الطائرات التي يملكها الجيش الروسي تعود الى السبعينات والثمانينات ولا تتوافق مع المستلزمات الحديثة. ولم تعقب اسرائيل رسميا على الخبر، غير ان وسائل إعلامها ابرزت ما نشرته وكالة «انترفاكس»، واضافت ان روسيا ستشتري الطائرات من أكبر شركة اسرائيلية للصناعات الحربية المملوكة للدولة وهي شركة «ازرائيل ايروسبيس انداستريز» التي رفض مسؤولوها التعليق. واوضحت وسائل الاعلام انه في المرحلة الأولى سيتم شراء ثلاث طائرات مع منظومات للضبط والمراقبة من الأرض بقيمة 50 مليون دولار، مع إمكان شراء عدد أكبر في حال أثبتت الطائرات نجاعتها. وأضافت أن إبرام الصفقة تم بعد أن أعطت وزارة الدفاع الإسرائيلية الضوء الأخضر لها. وربطت وسائل الإعلام بين عدول وزارة الدفاع عن موقفها المعارض تنفيذ الصفقة وبين تلميحات من موسكو بأنها لن تبيع ايران منظومات صواريخ «أرض – جو» المتطورة من نوع «إس 300» بعد أن احتجت إسرائيل، ما أدى إلى توتر في العلاقات الأمنية بينها وبين موسكو نهاية العام الماضي. وتنضم الصفقة الجديدة لصفقات أخرى كثيرة لا يعلن عن معظمها في غالب الأحيان، لكن كبراها سجل قبل شهر حين أبرمت الصناعات العسكرية الإسرائيلية صفقة كبيرة مع الهند لبيعها أسلحة بقيمة بليوني دولار. وتؤكد التقارير الصحافية الإسرائيلية أن «الصناعات العسكرية الإسرائيلية» تعيش حالياً أفضل فتراتها، سواء لجهة إبرام صفقات مربحة مالياً وسياسياً مع دول مختلفة تشتري منتجاتها، او لجهة نجاح تجارب على صناعاتها، وفي مقدمها المنظومات الدفاعية المختلفة لاعتراض صواريخ بمختلف المديات. في هذا الصدد، أفادت مصادر في «سلطة تطوير الوسائل القتالية» (رفائيل) بأن منظومة «القبة الحديد» لاعتراض القذائف الصاروخية القصيرة المدى (حتى 70 كيلومترا) مثل صواريخ «كاتيوشا» (من لبنان) و «القسام» (من قطاع غزة)، ستدخل الخدمة العملية صيف العام المقبل. وكانت المؤسسة الأمنية أجرت قبل أسبوعين تجربة ناجحة لاختبار المنظومة المذكورة، ومن المخطط إجراء تجربة أخرى في الصيف المقبل تشمل للمرة الاولى اختبار اعتراض كامل لقذيفة صاروخية. وذكرت صحيفة «هآرتس» أمس أنه وفقاً للجدول الزمني المقرر، ستزود «رفائيل» سلاح الجو الإسرائيلي أول منظومة من هذا النوع بحلول نهاية السنة الحالية. ونقلت عن أوساط أمنية أنه سيكون بوسع شبكة الرادار التابعة لمنظومة «القبة الحديد» التمييز مسبقاً بين القذائف الصاروخية التي قد تسقط داخل مناطق مأهولة بالسكان، وبين تلك التي ستسقط في مناطق خالية مفتوحة، على أن يتم إطلاق الصاروخ المعترض في الحالة الأولى فقط، ما من شأنه خفض عدد الصواريخ المعترضة التي يكلف كل منها 50 ألف دولار.