نفى الأمين العام ل«حزب الله» السيد حسن نصرالله الاتهامات التي وجهها النائب المصري اليه والى الحزب بتكليف عناصر من الحزب تنفيذ عمليات عدائية على الأراضي المصرية. ورد على هذه الاتهامات معتبراً انها افتراءات. كما نفى الاتهامات للحزب أو لعناصر منه بالتدخل في شؤون دول عربية ومنها اليمن والبحرين. وأكد ان الحزب لا يريد الدخول في عداء مع أي نظام عربي ولا مع النظام المصري. وأقر حسن نصرالله في كلمة متلفزة مساء أمس بأن «الأخ سامي (شهاب) الذي اعتقلته السلطات المصرية هو عضو في «حزب الله» ونحن لم ننكر هذا الموضوع، ولا نخجل به». وأوضح ان «ما كان يقوم به (شهاب) على الحدود المصرية – الفلسطينية هو عمل لوجيستي لمساعدة الأخوة الفلسطينيين في نقل عتاد وأفراد لمصلحة المقاومة في داخل فلسطين. وهذه هي الواقعة الصحيحة الوحيدة، والتي لم ترد في الاتهامات. وعندما حصل الاعتقال قالت وسائل الإعلام المصرية انه تم اعتقال مواطن لبناني وآخرين بتهمة نقل عتاد الى قطاع غزة، لكن عندما نقرأ كلام المدعي العام نلاحظ أنه لم يذكر في بيانه هذا الموضوع نهائياً مع أن هذا هو الموضوع فقط ولا يوجد أي شيء آخر على الإطلاق. طبعاً لم يذكر الموضوع لأن هذه التهمة هي ادانة للمدعي العام المصري والسلطات المصرية وليس ادانة لهذه المجموعة ولهذا الأخ بل هي مفخرة له ولهم». واعتبر نصرالله ان «كل التهم الواردة في بيان المدعي العام المصري هي افتراءات وتلفيقات وخيالات ولا أساس لها من الصحة، وهدفها باختصار اثارة الشعب المصري عبر الزعم ان حزب الله آت لتخريب مصر واقتصاد مصر. وسمعت اليوم ان هناك استهدافاً لشخصيات مهمة في مصر. ان المدعي العام نسي نقطة واحدة وهي اتهام هؤلاء الشباب بقلب النظام». ورأى ان الهدف هو «تشويش صورة «حزب الله» الناصعة والمحترمة والكبيرة جداً لدى الشعب المصري الذي يكن الاحترام لكل مجاهد ولكل مقاوم لأن هذا هو تاريخ الشعب المصري وهذه هي ثقافته وتضحياته وشهداؤه وهذه انتصاراته وهذه حروبه...». وأضاف ان من أهداف الإدعاء المصري «تقديم أوراق اعتماد جديدة لدى الأميركيين والإسرائيليين في ظل خيبة الأمل والفشل للنظام المصري على كل صعيد، في الملفات الإقليمية وفي الملفات الدولية. والآن إذا زار أوباما تركيا ويريدون اعطاء دور للأتراك وهناك دول عربية أخرى تلعب أدواراً مهمة، هذه هي مشكلة النظام في مصر» وكشف نصرالله ان «عدد الأفراد الذين تعاون معهم الأخ سامي قد لا يتجاوز العشرة. ولا أعرف من أين جاء الخمسون متهماً. في كل الأحوال عدد كثير من هؤلاء الشباب الموقوفين ليسوا على صلة مع هذا الأخ. وإذا كانت لهم ظروف أخرى وموضوعات أخرى. لا أدري. لكن اذا كانوا يريدون أن يقولوا ان هذه الخلية، خلية حزب الله مكونة من خمسين شخصاً فهذا أيضاً غير صحيح». وقال نصرالله: «إذا كانت مساعدة الأخوة الفلسطينيينالمحتلة أرضهم والمحاصرين والمشردين والمجوعين جريمة، فأنا اليوم في شكل رسمي أعترف بهذه الجريمة. وإذا كان هذا ذنباً فهذا ذنب نتقرب به الى الله ولا نستغفر منه. وإذا كان هذا الأمر تهمة فنحن نعتز ونفتخر بهذه التهمة». وأضاف: «الكل يعلم انها ليست المرة الأولى التي يعتقل فيها أخوة من «حزب الله» وهم يحاولون ايصال السلاح الى الفلسطينيين في فلسطينالمحتلة وهناك سوابق وهي معروفة»، واعتبر ان «الذي يجب أن توجه اليه الإدانة اليوم هو النظام المصري». ورأى نصرالله ان «النظام المصري هو الذي يجب أن يدان لأنه يعمل ليلاً ونهاراً على تهديم الأنفاق التي هي الشريان الوحيد الذي ما زال يمد غزة ببعض المواد مثل أدوية وأطعمة. والنظام المصري يتعاون مع الاسرائيليين والأميركيين، وفي المقابل تحصل اسرائيل على أهم الأسلحة الأميركية الجديدة... وتنتج حكومة نتانياهو – ليبرمان التي أساءت الى رأس النظام المصري في شكل شخصي». وقال انه كان يأمل بأن تدعو الحكومة المصرية حكومات دول الطوق العربي الى دراسة الإجراءات تجاه الخطر الذي باتت اسرائيل تشكله في ظل التطورات الأميركية الكبيرة، «لكننا وجدنا ان النظام المصري يضع نفسه في الزاروب نفسه ويصعّد عداءه لحركات المقاومة ويتابع استراتيجية الحرب على حركات المقاومة ومنها «حزب الله». وقال: «الاعتقال (يقصد لعنصر الحزب والآخرين) حصل قبل شهر و10 أيام وبعدها حصلت حرب غزة كأننا نعلم بالغيب بأن الحرب ستقع وأني سأوجه نداء للشباب ليخربوا الدنيا في مصر. أنا أنصح المدعي العام بأن يعمل بالسيناريو والسينما حين يتقاعد. وأنا أنفي نفياً قاطعاً أي نية لدى حزب الله بتنفيذ أي اعتداءات أو استهداف الأمن المصري أو استهداف الشخصيات أو المصالح المصرية لا في مصر ولا في أي مكان في العالم». وأضاف: «قيل أن أي مصالح مصرية ستستهدف في العالم حزب الله متهم فيها. ونحن لسنا كذلك إذ أخذنا موقفاً سياسياً. وحتى السفارة المصرية في لبنان تجنبنا التظاهر قربها حتى لا يكون باباً لمشكلة». ووصف اتهام الحزب بنشر الفكر الشيعي بأنه «لازمة سنتعود عليها ونتحملها» وسخر منه... واتهم الأنظمة العربية بسوق هذه الاتهامات لتجنب قول ان «حزب الله» انتصر في حرب تموز وليقطعوا الطريق على الاحترام الذي حصل عليه الحزب. وقال ان «حزب الله» صديق لإيران وتمنى لو تحظى حركات المقاومة بصديق مثل ايران وسورية. ورأى ان هناك «استطلاعات رأي من جهات محايدة وأحياناً معادية تفيد ان احترام رموز المقاومة وقادتها يزداد ويكبر. وبالتالي فإن تهمة العمالة انتهينا منها وكلام نشر التشيع سخيف». وأضاف نصرالله: «هناك محاولة لإعطاء صورة عن حزب الله أنه يريد تشكيل خلايا في البلدان العربية ويخرب الأمن القومي ويريد اسقاط أنظمة عربية ويدرب مجموعات معارضة وأخرى لاستهداف أمن الدول العربية». وأشار الى أن هناك محاولة لتصوير «حزب الله» و «الجهاد الإسلامي» و «حماس» مثل تنظيم «القاعدة» تريد أن تقاتل في السعودية واليمن والشيشان وأفغانستان. وقال: «حزب الله لا يريد الدخول في عداء مع أي نظام عربي أو في العالم الإسلامي، لا نريد أي خصومة مع أي نظام عربي ولا نريد الدخول في أي نزاع أمني مع أي نظام عربي. وحتى وسائلنا الإعلامية ليست عندها أي نية للدخول في نزاع مع أي نظام عربي. هناك حركات تطلب منا أن نأخذ موقفاً من أنظمتها ونحن نقول لكثير من حركات المعارضة في العالم العربي بصراحة اننا لا نريد الدخول في صراع مع الأنظمة العربية ولا نستطيع ذلك ولدينا مهمة واضحة ونحن حزب لبناني متواضع وليس لدينا فرع مصري وأردني وبحريني وسعودي وجيبوتي. قيادته لبنانية قضيته الأساسية هي موضوع تحرير الأرض ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يشكل خطراً على دول المنطقة وحكوماتها». وأكد أنه لا يتدخل في توصيف النظام السياسي العربي، ديموقراطي أم ديكتاتوري أم شرعي أم لا شرعي. وأشار الى ان الحزب رفض أخذ موقف من أي حكومة عراقية. ورد على ما قاله الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ل «الحياة» بتاريخ 28 آذار (مارس) الماضي عن حصول الحوثيين على دعم ما من «حزب الله» اللبناني واشارته الى ان الدعم لا يقدم ربما من «حزب الله» كحزب أو كقيادة وربما من عناصر من هذا الحزب. وقال: «خفف عنا الرئيس علي عبدالله صالح ولم يتهم الحزب وقيادته ويقول ان هناك عناصر في الحزب. جيد إذا كانت لديه معلومات من هذا النوع فغداً أو بعد غد فإن مسؤول العلاقات العربية سيذهب الى السفارة اليمنية ويسأل السفير اليمني من هم العناصر في حزب الله الذين يدربون يمنيين. لا علاقة لي بما يحصل في اليمن ولا علاقة لنا أو احاطة بالوضع وليست لدينا معلومات دقيقة. وبالتالي لا أريد أخذ موقف لا مع ولا ضد ولا مع النظام ضد الحوثيين ولا مع الحوثيين ضد النظام. نحن نتمنى أن ينتهي الموضوع في صعدة وتلتئم الجراح. لكن نحن لسنا طرفاً في هذا النزاع لا من قريب ولا من بعيد. وما أعرفه أن حزب الله منضبط ومع ذلك اذا لدى السلطات اليمنية معلومات عن عناصر من الحزب نحن حاضرون لندقق في الموضوع وان يأتي أناس الى لبنان فكل الناس تأتي». وتابع: «خلال الفترة الماضية أشارت صحف خليجية حين حصلت اعتقالات في البحرين الى بعض أطراف المعارضة البحرينية، قيل في حينها أيضاً أن بعض هذه المجموعات متهمة بتلقي تدريبات في لبنان للإخلال بالأمن في البحرين، وأنا لم أجد اتهاماً رسمياً من السلطات البحرينية بل من صحف في الخليج ذكرت الموضوع وأنا أؤكد ان لا أساس من الصحة لهذا ولم يطلب أي معارض بحريني من حزب الله تدريباً أو تعاوناً أمنياً أو لوجستياً على الاطلاق. ولو طلب أحد، نحن بالتأكيد لا نستجيب لأمر من هذا النوع لاعتقادنا أن في البحرين وغيرها المشاكل بين الناس والحكومات تعني ذاك الشعب والبلد والحكومات وتعني أهل تلك الدول». وطالب الحكام العرب بتحمل مسؤولياتهم في ظل التركيبة الإسرائيلية المتطرفة. وختم قائلاً: «لا معركة لدينا مع النظام المصري. اختلفنا على الموقف في غزة ورفح وهذه هي حدود الموضوع. أنصح بأن تتم معالجة الموضوع بهدوء وروية لأن أي صراع في أي مكان في العالم العربي بين الأشقاء والأخوة المستفيد الأول منه هو الإسرائيلي. وأكتفي بهذا المقدار».