علمت «الحياة» أن رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة القيادي في حركة «حماس» إسماعيل هنية سيلقي خطاباً شاملاً اليوم في مدينة غزة يعلن خلاله موقف حركته من الورقة المصرية للمصالحة، كما سيرد على الاتهامات التي وجهها الرئيس محمود عباس إلى قادة «حماس»، خصوصاً في ما يتعلق بالمصالحة والحرب الاسرائيلية على غزة وتقرير غولدستون. ويتوقع أن يشن هنية هجوماً لاذعاً على عباس وحركة «فتح». وكان أعلن أمس ترحيبه ب «تقرير غولدستون» الذي تتهم السلطة «حماس» باستخدامه «للتهرب» من استحقاقات المصالحة. وقال في كلمة خلال اعتصام لجرحى الحرب الإسرائيلية على غزة احتجاجاً على إرجاء التقرير: «نحن مع تقرير غولدستون، ونحن من سهل عمل هذه اللجنة من البداية وأبدينا معها كل التعاون...نحن مع التقرير وسنقدمه الى أبعد مدى. وننتظر الساعة التي نرى فيها قادة الاحتلال مكبلين بالأغلال». واعتبر أن «الزوبعة الاعلامية التي أثيرت عن موقف حماس من توصيات التقرير واعتبرت أن الحركة ضده هي محاولة يائسة للتغطية على جريمة سحب التصويت على التقرير ومحاولة للمس بموقف الحكومة (المُقالة) التي التزمت التعامل مع اللجنة خلال التحقيق والاحتضان الكامل لها». وأضاف: «إن كانت لنا ملاحظة في شأن بند المقاومة وحق الشعب في الدفاع عن نفسه، فهذا لا يعني أننا لم نكن مع التقرير». ولفت إلى أن حكومته «سهلت عمل اللجنة وتعاملت معها وقدمت لها كل المستلزمات التي تساعد في استخراج ما يدين الاحتلال الاسرائيلي ويطالب بتقديم قادته لمحكمة الجنايات الدولية». وتابع: «قلنا إننا مع التعامل الجدي والوطني مع هذه الوثيقة من أجل تنفيذ توصياتها في ما يتعلق بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وانتهاك حقوق الإنسان وانتهاك القانون الدولي». وشدد على أنه «كان لموقف الحكومة أثر كبير في إخراج توصيات تقرير غولدستون على النحو الذين يدين إسرائيل بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين، في حين رفضت إسرائيل استقبالها». وأكد أن حكومته «ستسعى جاهدة إلى دفع تقرير غولدستون على طاولة البحث الحقوقي والقانوني في كل المؤسسات الحقوقية الإقليمية والدولية». وتعهد «تقديم التقرير إلى أبعد مدى من المؤسسات الحقوقية والقانونية، لأننا ننتظر اللحظة التي يحاسب خلالها مجرمو الحرب الإسرائيليون». واعتبر أن «الاعتصام يأتي تأكيداً على المواقف التي عبرت عنها جموع الشعب الفلسطيني وفصائله بالغضب والاستنكار لقرار سحب التصويت على تقرير غولدستون». وكانت «حماس» ومعظم الفصائل اتهمت عباس بأنه أوعز للسفير الفلسطيني في جنيف إبراهيم خريشة بسحب التقرير من المداوات في مجلس حقوق الإنسان الأممي، وإرجاء التصويت عليه إلى آذار (مارس) المقبل. وطلبت «حماس» في أعقاب ذلك تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة الذي كان مقرراً في الخامس والعشرين من الشهر الجاري برعاية مصرية وحضور عربي ودولي في القاهرة. من جهة أخرى، (أ ف ب) أكدت مصادر طبية فلسطينية أن قصفاً إسرائيلياً استهدف منطقة الأنفاق في رفح فجر أمس أسفر عن جرح أربعة مواطنين دون وقوع قتلى. وأكد ناطق عسكري إسرائيلي وقوع الغارة، موضحاً أنها «استهدفت نفقين يستخدمان لتهريب الأسلحة عند الحدود» بين غزة ومصر، وجاءت «رداً على إطلاق صاروخ مساء الاثنين على إسرائيل» لم يوقع ضحايا أو أضرار. ووصلت أمس إلى القطاع جثة يوسف أبو زهري شقيق الناطق باسم «حماس» سامي أبو زهري من مصر، في وقت قصف الأنفاق، ما أدى إلى حدوث لبس والاعتقاد بأنها جثة أحد ضحايا الغارة. وكانت «حماس» اتهمت مصر ب «تعذيب» يوسف أبو زهري حتى الموت في أحد سجونها، فيما تؤكد القاهرة أن «الوفاة كانت طبيعية نتيجة هبوط في القلب».