كابول، لندن - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - توقع الديبلوماسي الاميركي بيتر غالبريث المساعد السابق لمبعوث الاممالمتحدة الى افغانستان امس، ان يضطر الرئيس الأفغاني حميد كارزاي الى خوض جولة اعادة في انتخابات الرئاسة الأفغانية في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. يأتي ذلك بعد نحو شهرين من الانتخابات في حين ما زالت لجنة الشكاوى الانتخابية المدعومة من الأممالمتحدة، تفحص مجموعة من الأصوات المشكوك بالتلاعب بها، لتحديد ما إذا كان كارزاي فاز بالانتخابات أم سيتحتم عليه مواجهة جولة اعادة أمام أبرز منافسيه وزير الخارجية السابق عبدالله عبدالله. وقال غالبريث الذي أقيل الشهر الماضي من منصبه في الأممالمتحدة في أفغانستان من جراء خلاف في شأن المزاعم بوقوع تلاعب في الانتخابات، إن جولة الاعادة تبدو أمراً محتوماً. وأضاف غالبريث المقرب من المبعوث الأميركي الخاص الى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية: "أتوقع أن تعلن لجنة شكاوى الانتخابات بحلول نهاية هذا الأسبوع نتيجة المراجعة التي تقوم بها، ومن المرجح أن تؤدي النتيجة إلى حصول كارزاي على أقل من 50 في المئة" وهي النسبة المطلوبة لفوزه من الجولة الاولى. وكان كارزاي حصل على 54.6 في المئة من الأصوات في فرز اولي ثم اعترف بوقوع بعض التزوير ولكن ليس على نطاق واسع يتطلب جولة إعادة. وألقى باللوم على بعض وسائل الاعلام الغربية ومسؤولين للمبالغة في حجم التلاعب. على صعيد آخر، دعا الجنرال البريطاني غرايم لامب، المسؤول عن اقناع المسلحين في افغانستان بترك العنف، إلى اصدار عفو عام عن مقاتلي "طالبان" وإزالة اسمائهم من لائحة المطلوبين لدى قوات التحالف في مقابل نزع أسلحتهم. وأبلغ الجنرال لامب، القائد السابق للقوات الخاصة البريطانية، صحيفة "ذي تايمز" امس، بأن "أيدي المسلحين قد تكون ملطخة بالدماء، ونحن أيضاً قتلنا أشخاصاً يعتبرهم المسلحون أبرياء، لذلك فإن العفو سيكون جزءاً من مبادرة تقوم بموجبها الحكومة الافغانية وقوات التحالف باخلاء سبيل السجناء والمحتجزين الذين ينبذون العنف". وشدد الجنرال البريطاني على "أن أياً من الطرفين، قوات التحالف وحركة طالبان، غير قادر على الحسم العسكري"، معرباً عن اعتقاده بأن "فكرة الاستمرار في القتال حتى النهاية الدامية مجرد هراء، استناداً إلى خبرته العسكرية الطويلة، لأن النجاح لا يمكن تحقيقه من طريق القتال فقط". وقال لامب (56 سنة) إن السبيل الوحيد لانهاء حرب الثماني سنوات في افغانستان هو "استمالة غالبية المسلحين الذين يُقاتلون مقابل حصولهم على رواتب من طالبان أو لديهم مظالم أو غُسلت عقولهم، ومعظمهم من الشبان الذين يُقاتلون على نحو جيد لسبب سيئ". وأضاف أن التيار المتشدد في حركة طالبان "لا يمثل أكثر من 10 في المئة من حركة التمرد في افغانستان، والباقي يمكن تصنيفهم في خانة المقاتلين المأجورين والأشقاء المستائين جراء فساد الحكومة أو فقدان أحد أقربائهم في غارات قوات التحالف أو فشل الغرب في تحقيق وعوده، وهؤلاء يمكن اقناعهم بتغيير مواقعهم من خلال الحوار والحوافز الاقتصادية". وقال الجنرال لامب: "نحتاج الى بناء مصانع ومدارس لتأمين احتياجات الافغان العاديين من التعليم وفرص العمل، وتحدي دعاية طالبان بأن القوات الأجنبية موجودة في افغانستان لتدمير الإسلام، وتشجيع الناس على المشاركة في العملية السياسية، ودراسة اصدار عفو من قبل الحكومة الافغانية وقوات التحالف عن جميع السجناء والمحتجزين". وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال لامب ساهم من قبل في جهود اقناع المسلحين السنة في العراق بالابتعاد عن تنظيم "القاعدة" وتقاعد عن الخدمة لاحقاً، لكن صديقه الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الأميركية وقوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في افغانستان، اقنعه بالعودة للخدمة في افغانستان وممارسة جهود شبيهة بالتي بذلها في العراق. في غضون ذلك، قتل حوالى خمسين متمرداً في اعمال عنف في جنوبافغانستان وشرقها كما قتل جنديان افغانيان في انفجار قنبلة كما اعلنت السلطات الافغانية امس. ففي عملية مشتركة للقوات الافغانية والاميركية قتل ثلاثون متمرداً من حركة "طالبان" الثلثاء وأصيب حوالى عشرين آخرين بجروح في ولاية شورا الواقعة في اقليم اوروزجان (جنوب) كما اشارت وزارة الداخلية. واستكملت العملية امس، بهدف طرد بقية المتمردين من المنطقة كما أعلن المصدر ذاته. وفي عملية مشابهة الثلثاء، تمكنت وحدة كوماندوس تابعة للجيش الافغاني ومدعومة من قوات اميركية من قتل 11 متمرداً من حركة "طالبان" في اجريستان في ولاية غازني (جنوب)، كما اورد بيان لوزارة الدفاع. كما تم توقيف اربعة متمردين ومصادرة كميات من الاسلحة الخفيفة، كما اوضحت الوزارة. وفي زابل قتل في الساعات الاربع والعشرين الماضية جنديان افغانيان وجرح اربعة آخرون بعد تفجير آليتهم بقنبلة يدوية الصنع في اقليم اتغار. من جهة اخرى، قتل اربعة متمردين الثلثاء بانفجار عبوات كانوا يعدونها في ولايتي قندهار (جنوب) وخوست (شرق). وقتل متمردان من حركة "طالبان" بانفجار قنبلة يدوية الصنع بجوار دراجتهما النارية اثناء محاولتهما اعدادها للتفجير على احد طرقات قندهار. كما قتل متمردان آخران بانفجار قذيفة هاون اثناء اطلاقها، خلال محاولتهما قصف منطقة خوست ما ادى الى مقتلهما على الفور. ويعتبر عام 2009 الأكثر دموية في صفوف المدنيين وقوات الامن الافغانية والقوات الدولية المنتشرة في البلاد والتي يبلغ عديدها حوالى 100 الف جندي.