تعيش أسرة حسين العيسى المكونة من سبعة أفراد أسوأ مراحل حياتها، بعد أن تكالبت عليها الأمراض والظروف المعيشية السيئة من جميع الجهات. ويعاني ثلاثة من أفراد العائلة عاهات مستديمة، تتمثل في إصابة فتاتين بإعاقة عقلية، فخديجة ذات ال 17 عاماً أصيبت منذ ولادتها بتخلف عقلي، وتبعتها شقيقتها حمدية ذات التسعة أعوام بالمرض نفسه. هذه الظروف طويلة الأمد حملت رب الأسرة ما لا طاقة له به وجعلته يتكبد المتاعب ويصارع لسداد الديون التي أثقلت كاهله بحثاً عن العلاج لفلذات كبده، أملاً في إعادة تأهيلهما. لم يستطع الأب مقاومة الهموم والعوز في آن واحد، فأصيب هو الآخر بمرض نفسي جعله حبيس المنزل، وبالتالي بات عاجزاً عن إعالة أسرته، بل بات عالة على زوجته التي تحاول يائسة مراعاة شؤون الأسرة. ويقول أحد أقارب العيسى: «حسين يعيش حالياً على العلاج وتوقفه عن تناوله يجعل منه شخصاً آخر»، موضحاً أن تصرفاته تسوء ونفسيته تتغير. ويضيف: «هو يبلغ من العمر 45 عاماً وليس له أي دخل غير مساعدة الضمان الاجتماعي وأخرى للمعوقتين وكلاهما انقطعت، فمساعدة الضمان توقفت بعد سنتين من صرفها والأخرى انقطعت بحجة عدم تجديد البيانات»، مستدركاً أنهم راجعوا مكتب التنمية في الشؤون الاجتماعية للوقوف على حالة المعوقتين لصعوبة نقلهما إلى المكتب، إلا أنهم قوبلوا بالرفض بحجة عدم وجود معوقين آخرين قي القرية يحتاجون إلى البحث ولا بد من الانتظار حتى تتوافر حالات أخرى وتتم الزيارة مرة واحدة. ويتساءل قريب الأسرة: «هل يعقل أن نحرم معوقتين من حقوق كفلتها الدولة لمجرد عدم وجود حالات أخرى في القرية؟ ثم ماذا لو لم يتوافر معوقون آخرين، هل تظلان بلا إعانة طوال حياتهما؟»، مناشداً أهل الخير والقلوب الرحيمة مساعدة هذه الأسرة وعلاج عائلهم ونقل خديجة وحمدية إلى أقرب دار للرعاية، خصوصاً أن حالتهما تسوء يوماً بعد آخر.