أكد الشاعر علي بافقيه، أن جيل الثمانينات الشعري احتجوا وارتموا في أحضان قصيدة التفعيلة، التي أصبحت شعراً له قيمة، مشيراً إلى أنه لا فائدة من إصدار عشرة دواوين «ما لم يكن هناك تعميق للتجربة لدى شاعرها». وقال إن التوقف «مشكلة لا بد أن يتابعها النقاد»، مضيفاً أن «القيمة النوعية في الشعر أهم بكثير من كثرته»، وخلص إلى أن هناك من شعراء الثمانينات من توقف عند مرحلة. وحول تراجع الشعر في الساحة الثقافية، أوضح بافقيه أن الشعر لا يخبو، «بل يأخذ تجليات وطرقاً جمالية مختلفة، ومن الصعوبة أن يخبو». وتابع: «قد يأتيه الطغيان في الاستهلاك والكتابة التقريرية»، لافتاً إلى أن اللغة «تتطور وهو يعيش بمرحلة إهمال. واتهم بافقيه الصحافة بأنها «خلطت الحابل بالنابل في الشعر». جاء ذلك في أمسية شعرية نظمها نادي حائل الأدبي مساء الأحد الماضي للشاعر علي بافقيه، وشهدت حضوراً من المهتمين بالشعر وعدد من النقاد الأكاديميين. واستهل مدير الأمسية سعود الجراد بعرض لسيرة الشاعر بافقيه ثم بدأت الأمسية، إذ ألقى بافقيه عدداً من القصائد، التي تفاعل معها الحضور، ومن القصائد التي قرأها قصيدة «صباح على ورق الماء». قال فيها: أوسد روحي حصاة/ كأن الزهور انتهت/ أو كأن الشجر/ يغادر/ شيئاً/ فشيئاً/ منابته/ هل يرف الحجر». ومن قصيدة وجود قال: آن لهذا القلب أن يغني/ أو أن يعود عودا/ آن له أن يرشق الممر والزميل/ والبيت والأسفلت والصديق/ آن لهذا القلب أن يعود». وفي منتصف الأمسية، قدم أستاذ الأدب والنقد العربي في جامعة حائل الدكتور محمود العزامي، قراءة نقدية لقصائد الشاعر، قال فيها إن بافقيه «بقي وفياً لجيله جيل الثمانينات، الجيل الذي تصدى لمرحلة الحداثة، واحتمل جل عذاباتها، لكنه ولجها على رغم الصعاب من أوسع الأبواب»، مؤكداً أن النقد العربي «تأخر في اللحاق بالأصوات الشعرية المميزة مثل بافقيه». وأضاف: «لو أن النقد تأمل ملياً في تجارب هذا الجيل، لكان قدم تجارب مميزة تستحق القراءة». وأشار العزامي إلى أن النقد «يعيش زمن بؤسه وتراجعه أمام جلال الشعر الجميل». ثم تناول قصائد بافقيه من خلال ظاهرة التكرار، التي قال عنها إنها مجال خصب «لتحقيق الادهاش الشعري، وإذا كان التكرار في رؤية القدماء انحصر في تكرار معنوي وآخر لفظي في ما تؤديه المفردة أو المعنى المكرر في البيت، إلا أن شعراء الحداثة في السعودية وغيرها من البلاد العربية ينظرون إليه برؤية جديدة تبتعد عن الجانب العقلي، الذي استند إليه القدماء في محكمة الظاهرة».