تل أبيب - أ ف ب، يو بي أي - تواصلت تحقيقات الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل» في ملابسات الانفجار الذي وقع في مبنى يملكه عضو في «حزب الله» في بلدة طيرفلسيه في جنوب لبنان ليل أول من أمس، في حين حذر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أمس، من أن «حزب الله» يحول لبنان الى «برميل بارود». ونفى الجيش اللبناني أمس، ما نقلته وكالات أنباء فور وقوع الانفجار عن مقتل خمسة أشخاص بينهم مسؤول في «حزب الله» ونجله. وقال في بيان مقتضب صادر عن مديرية التوجيه إن «قذيفة انفجرت في أحد منازل بلدة طير فلسيه - قضاء صور، ما أدى ذلك الى إصابة مواطن بجروح. وعلى الفور ضربت قوى الجيش طوقاً حول المكان، وباشرت لجنة متخصصة التحقيق في ظروف الحادث». غير أن شهود عيان أكدوا ل «الحياة» وجود ثلاثة جرحى، أحدهم بترت يده، والثاني تعرض لإصابات بالغة، أما الثالث فأصيب بجروح طفيفة. وأوضحت مصادر أمنية أن الانفجار حصل في مرجة متصلة بمرآب تابع لمبنى يملكه العضو في «حزب الله» عبد الناصر عيسى في طيرفلسيه التي تقع ضمن نطاق عمل قوات «يونيفيل» جنوب نهر الليطاني والمشمولة بالقرار 1701، وأن المبنى أصيب بأضرار. أما الروايات حول الحادث، فكثيرة ومنها أن الحادث وقع بسبب انفجار صاروخ راجمة، وأن خطأ تقنياً أصاب الصاروخ فانفصل عنه الصاعق، ما سبب الانفجار. أما الرواية الثانية، فتقول إن الانفجار سببته قذيفة من مخلفات حرب تموز (تموز)، وأن عيسى عثر على القذيفة قرب مجرى نهر مجاور، وأحضرها الى منزله وحاول تفكيكها، فانفجرت وأصابته بجروح بالغة ونقل الى المستشفى في حال الخطر. غير أو رواية رئيس بلدية طيرفلسيه محمد رضا تختلف عن الروايتين السابقتين، اذ قال في تصريح امسن إن «الانفجار حصل قرابة الثامنة والنصف مساء الإثنين، ولم يعرف ان كان ناتجاً من احتكاك في الأسلاك الكهربائية او لوجود بعض المواد القابلة للاشتعال داخل المستودع، ما ادى الى حريق في داخله وصل بعض دخانه الى الطبقة الأولى». وفور وقوع الانفجار، ضربت وحدة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً حول المكان. كما باشرت قوة تابعة ل «يونيفيل» (على اعتبار أن الانفجار وقع في نطاق عملها أي جنوب الليطاني، على خلاف ما حاول البعض الإيحاء به بأن طيرفلسية تقع شمال النهر، لأنه لو صح ذلك لما سمح للقوات الدولية بالتواجد في المكان والتحقيق في الحادث) وأخرى للجيش التحقيق في الحادث. وأمس، تفقد مسؤول مخابرات الجيش اللبناني في منطقة الجنوب العقيد علي شحرور يرافقه قائد القطاع الغربي في «يونيفيل» الجنرال كارملو تشيكو، مكان الانفجار، حيث أبقت قوى من الجيش و«يونيفيل» على تواجدها هناك. وأعلنت الناطقة الرسمية باسم «يونيفيل» ياسمينا بوزيان، في بيان لها: « لا نزال في مرحلة تحليل المعلومات والبراهين المتوافرة للتثبت من الظروف وتأسيس الوقائع المتعلقة بهذا الحادث». وأكدت أن قيادة «يونيفيل» على اتصال «وثيق بكل الأطراف والوضع هادئ عموماً». «حزب الله» وإسرائيل وليل أول من امس، أصدر «حزب الله» بياناً أشار فيه الى «معلومات عن وقوع انفجار في كاراج تابع لمنزل أحد الأخوة في بلدة طيرفلسيه، ما أدى الى إصابة أحد الأشخاص بجروح استدعت نقله الى المستشفى للمعالجة، والتحقيق جار لمعرفة طبيعة الانفجار وأسبابه»، وأكد أن «الكلام عن وجود شهداء هو كلام عار عن الصحة». غير أن إسرائيل سارعت الى مطالبة الأممالمتحدة بالتحقيق في الانفجار، ونفى جهاز الأمن الإسرائيلي ضلوعه في الانفجار، لكنه اعتبر أنه دليل على خرق «حزب الله» للقرار 1701. وقال الرئيس الإسرائيلي للصحافيين خلال زيارة شمال اسرائيل أمس، أن الانفجار «وقع في كاراج يحوي ذخائر في صور. برأيي حزب الله يحول لبنان الى برميل بارود. ليست اسرائيل من يعرض لبنان للخطر بل حزب الله». وأضاف: «ليس هناك اي سبب يمنع ان تبرم اسرائيل سلاماً مع لبنان. هذا البلد يمكنه مع السلام، ان يكون سويسرا الشرق الأوسط والذين يمنعون ذلك معروفون من قبل الجميع». وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسين الحاج حسن ان الحادثة لا تقع ضمن نطاق 1701 لعمل «يونيفيل». وقال: «انها حادثة فردية يمكن أن تحدث في أي منطقة»، داعياً الى الكف عن استخدام الأمور الفردية في السياسة. وشدد عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاطف مجدلاني على ضرورة أن تبسط الدولة سلطتها على كامل الأرض». واعتبر الوزير السابق جو سركيس أن «السلاح الموجود خارج السلطة اللبنانية هو سلاح خطر على لبنان وعلى الاستقرار فيه». عودة لبنانيين الى ذلك، عادت أمس من داخل فلسطينالمحتلة، عائلة سمير منصور من بلدة دير ميماس المؤلفة من اولاده جورجيت وإيلي وشربل، وعائلة احمد نصر الله المؤلفة من زوجته نهلة فاعور وأولادهما قاسم، مريم، محمد، كوثر وحسين من بلدة الخيام، وذلك عبر بوابة الناقورة الحدودية بواسطة الصليب الاحمر الدولي، وتسلمتهم القوى الامنية وتركتهم لاحقاً. وكانت العائلتان لجأتا الى فلسطينالمحتلة إثر اندحار الجيش الاسرائيلي عن جنوب لبنان في أيار (مايو) 2000.