وصف وزيرا الخارجية السوري وليد المعلم والتركي أحمد داود أوغلو يوم أمس الذي شهد اجتماعات وزارية مكثفة، هي الأولى للمجلس الاستراتيجي المشترك، بأنه «عيد تاريخي» للبلدين، بعدما اجتازا مع عشرات المسؤولين الحدود بين مدينتي حلب السورية وغازي عينتاب التركية، لتدشين العمل باتفاق على إلغاء تأشيرات الدخول. وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً تضمن نقاط الاتفاق، تمهيدا لعقد أول اجتماع للمجلس خلال زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لدمشق قبل نهاية السنة. ولم يترك الوزيران أي إشارة رمزية أمس، إلا وقاما بها، لتأكيد فرادة العلاقات وتميزها، وان «التاريخ والمصير والمستقبل مشترك»، بحسب قول الوزير التركي باللغة العربية قبل التقاط صورة مشتركة لعشرة وزراء أتراك و12 وزيراً سورياً في ختام الجلسة الصباحية في حلب. وأضاف داود أوغلو وهو يجتاز الحدود مع الوزراء، إن «الألغام والبوابات الحدودية والاسلاك الشائكة، لن تبقى بيننا»، ثم حمل وفدا البلدين الحاجز الحدودي عند بوابة السلام. وجاء قرار أنقرة إلغاء مناورات جوية مع إسرائيل ليضفي أجواء إيجابية على سير الاجتماعات الوزارية. وقال المعلم ردا على سؤال ل «الحياة» إن «سورية كدولة جارة لتركيا، يقلقها إجراء مناورات، ومن الطبيعي أن يسر إلغاؤها سورية، ذلك أن اسرائيل برهنت أنها لا تزال تعتدي على شعبنا الفلسطيني وتواصل الاحتلال وترفض جهود تركيا لاستئناف مساعي السلام». غير أن الوزيرين السوري والتركي حرصا على تأكيد أن هذه «العلاقات الاستراتيجية» ليست موجهة ضد أحد. وقال المعلم إنها «مفتوحة أمام جميع الاشقاء والأصدقاء لأنها علاقة تحاكي المستقبل على أساس المصالح المشتركة»، فيما أشار داود أوغلو إلى إن علاقات بلاده الخارجية «تستند إلى مبدأ مفاده: صفر من المشاكل مع جميع دول الجوار»، لافتاً إلى أن العلاقات مع إيران «من أهم العلاقات الجوهرية، ومستعدون لتطويرها». وكان معاون نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني قال في افتتاح الاجتماعات إن تشكيل المجلس كانت «نتيجة طبيعية للتطور السريع» في العلاقات الثنائية مع «التطلع إلى افاق جديدة وتوسيع التعاون والتكامل في جميع المجالات» للخروج ب «نتائج ملموسة». وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع داود أوغلو، قال المعلم إن تطور العلاقات بين دمشقوأنقرة ليس على حساب العلاقات العربية التي «هي متميزة مع كل الأشقاء»، لافتاً إلى أن أول اتفاق تعاون استراتيجي وقعته سورية كان مع العراق خلال زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي في 18 آب (اغسطس) الماضي. من جهته، قال داود أوغلو إن الحدود السورية - التركية «لم تعد فاصلة بل موحدة» للبلدين وان تطوير علاقة بلاده مع سورية «يساهم في تعزيزها مع العالم العربي». وزاد أن هذه العلاقات «لا تستهدف أي علاقة وليست بديلاً لأي علاقة مع أي دولة أخرى... وهناك تكامل بين العلاقات التركية مع سورية والعراق ومع أوروبا ولا تناقض بينها». وسألت «الحياة» وزير الخارجية التركي عن احتمالات حصول لقاءات سورية - تركية - عراقية، فأجاب أن الايام الجارية بمثابة «أسبوع تكامل لبلاد الرافدين»، إذ سيزور اردوغان بغداد نهاية الشهر. وقال: «سورية والعراق دولتان شقيقتان لنا... نتشاطر الجغرافيا والمصير المشترك، وهناك إمكانية لخلق حوض اقتصادي وإعادة نهضة الحضارة من جديد». وأعرب عن أمله في حل المشكلات بين دمشق وبغداد بالوسائل السلمية وبالحوار بين الدولتين، لافتاً إلى أن أردوغان «سيتشاطر مع العراقيين خلال زيارته الآراء لحل المشاكل وعدم حصول أي توتر».