اختطفت المرأة السعودية لقب مالئ الدنيا وشاغل الناس من أبي الطيب المتنبي، عبر حضورها المتكرر في عناوين الصفحات الأولى والبرامج الحوارية أخيراً، ولاسيما بعد حضورها في مجلس الشورى السعودي إثر خلاف عمن هو المسؤول عن تحديد زيها الوطني: هل هي هيئة الإعلام المرئي والمسموع أم هيئة الإذاعة والتلفزيون؟! واستبقت هيئة الإذاعة والتلفزيون الجدل المثار تحت قبة الشورى عن لباس المذيعات الوارد في توصية ضمن نظام ل«الإعلام المرئي والمسموع»، لتعلن توحيد زي مذيعات القنوات السعودية ب«عباءة وطرحة» باللون الأسود، وبخط ملون أعلى العباءة يبين هوية القناة، مثل الأزرق للقناة الإخبارية. وفند رئيس اللجنة الإعلامية السابق في مجلس الشورى الدكتور راشد الكثيري ما ذكره سعد البازعي (تحت قبة الشورى)، عن عدم مسؤولية مشروع «نظام الإعلام المرئي والمسموع»، عن القنوات السعودية، أو علاقته بزي وطريقة لبس المذيعات»، مبيناً أن فقرات النظام تنص على ضوابط أزياء العاملين. وأكد الكثيري في حديث إلى «الحياة» احترامه قامة زميله الأديب سعد البازعي، قبل أن يوضح أنه قرأ النظام بشكل غير دقيق، لأن مشروع النظام لو أقر قبل تأسيس هيئة الإذاعة والتلفزيون لكان هو من منحها الرخصة بضوابطه الواردة فيه، مضيفاً «بناء على ذلك فالنظام هو من يضع ضوابط المرخص له، والمرخص له يلتزم بأهداف النظام واللائحة التنفيذية» في إشارة إلى أن لائحة النظام تتسق مع السياسة الإعلامية والنظام الأساسي للحكم. ولفت إلى أن مناقشة النظام قبل خمسة أشهر تحت قبة المجلس تضمنت مناقشة إحدى فقراته، وهي «إلزام العاملين في مجال الإعلام المرئي والمسموع، بضوابط أخلاقية من الناحية الشكلية والقانونية والتخصصية»، مؤكداً أن المناقشة كانت بحضور مسؤولين من وزارة الإعلام وأكاديميين من جامعتي الملك سعود والإمام محمد بن سعود. وأشار إلى أن مكونات الإعلام الرسالة والمحتوى والوسيلة والمرسل تشمل جميع العاملين في مجال الإعلام، ومن ضمنهم المذيعات، مضيفاً: «النظام يهدف إلى تفعيل الإعلام داخل المملكة ومراقبة المحتوى والسياسة الإعلامية للمملكة». وعن فحوى الخلاف في زي المرأة الوطني، قال الكثيري: «الزي الوطني هو العباءة والطرحة على الرأس، وهذا معلوم لكل من يمثل المملكة في المناسبات الرسمية»، مستدلاً بتعميمات صدرت من جهات حكومية لسعوديين مثلوها خارج المملكة. من جهته، أعلن المتحدث الرسمي لهيئة الإذاعة والتلفزيون صالح المغيليث في حديثه إلى «الحياة» أن لا علاقة لهم بما أثير في مجلس الشورى من نقاشات في لباس المذيعات. ولفت إلى أن فكرة توحيد الزي الرسمي للمذيعات يجري العمل عليه منذ وقت طويل، مبيناً أنه تم اختيار النموذج من نماذج عدة عرضت على الهيئة، وسيبدأ العمل عليه اعتباراً من اليوم (الخميس). الكثيري: آراء أعضاء الشورى في «تويتر» لا تمثل المجلس ظهرت إشارات عدة بينت لعضو مجلس الشورى الدكتور راشد الكثيري عدم فهم بعض أعضاء المجلس طبيعة دورهم البرلماني، أو آلية عمل المجلس وصلاحياتهم، مضيفاً «بعضهم يخلط بين ما يعتلج بداخله من قضايا ذاتية بما يريد تمريره بواسطة النظام، وهذا مزعج». واقترح الكثيري في حديث إلى «الحياة» أن يقيم المجلس دورات تدريبية لجميع الأعضاء لمعرفة الأنظمة البرلمانية والشورية في بداية تعيينهم، مضيفاً: «الخلل الموجود يجب أن يعالج بدورات تدريبية وحوارات لمدة شهر على الأقل، لكي يصبحوا متمرسين في العمل البرلماني». واستنكر الكثيري أن يسوّق الأعضاء لآرائهم في موقع التواصل الاجتماعي («تويتر»، قائلاً: «الاختلافات أمر طبيعي، لكن بعض الحوارات هي انتصار للذات، ولا يجوز أن يتحدث العضو على منصات التواصل الاجتماعي برأيه الشخصي وكأنه قرار للمجلس، المناقشات والمداولات يجب أن تكون تحت القبة بشكل علمي». وأشار إلى أن بعض الأعضاء يشتركون في مجالس إدارات عدة، ومن الطبيعي أن الشخص الذي تتوزع نشاطاته قد لا يعرف بعض الأنظمة في الجهة التي يمثلها.