شككت أحزاب المعارضة الروسية امس، بنتائج انتخابات جرت الأحد، وأسفرت عن اكتساح حزب «روسيا الموحدة» المجالس المحلية، ومراكز الإدارة في غالبية الأقاليم الروسية. وتحدث معارضون عن «انتهاكات فادحة وتزوير واسع النطاق» رافق عمليات التصويت وفرز البطاقات الانتخابية. وأثارت النتائج الأولية التي أعلنتها امس، لجنة الانتخابات المركزية في روسيا، سخط المعارضين بعدما دلت على سيطرة الحزب الحاكم على الغالبية الساحقة من مقاعد الهيئات الاشتراعية المحلية ومجالس الإدارة في عشرات الاقاليم والدوائر الفيديرالية والجمهوريات الذاتية الحكم. وكان الناخبون الروس ادلوا أول من أمس بأصواتهم في اوسع عمليات اقتراع جرت في يوم واحد، وشملت 75 دائرة وإقليماً ومركزاً إدارياً في روسيا. وفي الشيشان وأنغوشيا جرت انتخابات المجالس المحلية للمرة الأولى في التاريخ. ودلت النتائج إلى تقدم «روسيا الموحدة» في كل الدوائر، بفارق كبير جداً في غالبيتها عن أقرب الأحزاب المنافسة. وعلى رغم تعالي أصوات الاحتجاج على سير عمليات الاقتراع ونتائجها، سارع السكرتير الأعلى للحزب بوريس غريزلوف إلى الاحتفال بتحقيق «نصر كبير»، قال إنه «دليل جديد على ثقة الشعب بنا وعلى وحدة الشعب مع قيادته» . ولفت غريزلوف إلى تقدم كبير حققه الحزب بالمقارنة بالانتخابات السابقة وصل في بعض الأقاليم إلى مضاعفة عدد نواب الحزب في المجالس المحلية مثلما حدث في جمهورية ماري إيل الذاتية الحكم التي سيطر فيها «روسيا الموحدة» على ستين في المئة من مقاعد الهيئة الاشتراعية المحلية مقارنة ب30 في المئة في السابق، وأيضاً منطقة تولا حيث حصد الحزب نصف مقاعد المجلس المحلي بعدما كان يسيطر على 22 في المئة منها في السابق. وفي مناطق أخرى، اكتسح حزب السلطة الغالبية الساحقة من مقاعد الهيئات الاشتراعية والمجالس المحلية، محققاً نسباً وصلت في بعضها إلى نحو 80 في المئة. وفور إغلاق صناديق الاقتراع مساء الأحد، أعربت قوى المعارضة عن سخطها، وتحدث سياسيون معارضون عما وصف بأنه «أسوأ عمليات اقتراع تشهدها روسيا». وقال ممثل الحزب الشيوعي الروسي فلاديمير أولاس إن «المعلومات عن الانتهاكات والتزوير في كل المناطق كانت تأتينا بالجملة». وأوضح أن كثيراً من الناخبين لم يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم بسبب عراقيل وضعها المشرفون على الانتخابات وأنه تم منع مراقبين من الأحزاب المعارضة من أداء عملهم في مناطق كثيرة. أيضا نقل موقع «كاسباروف رو» الذي يديره بطل الشطرنج السابق المعارض غاري كاسباروف تفاصيل عن «عمليات غش وتزوير فادحة» وأشار إلى «شراء أصوات في غالبية المراكز الانتخابية» وأيضاً إلى «حافلات نقلت جنوداً تمركزوا قرب مراكز اقتراع وأدلوا بأصواتهم أكثر من مرة»، كما لفت إلى منع وسائل الإعلام من التغطية والعمل داخل المراكز. وفي حين أعلن الحزب الشيوعي عن نيته الطعن في النتائج في غالبية المراكز، تحدث حزب «يابلوكو» اليميني الصغير عن «تسعيرة» وضعت لشراء الأصوات في مناطق عدة بلغت قيمتها 500 روبل (نحو عشرين دولار) . واتفقت أحزاب المعارضة بشقيها اليساري واليميني على تفاصيل الانتهاكات التي اشتملت على إبعاد المراقبين وتزوير البطاقات الانتخابية» كما قال ممثل عن حزب «روسيا العادلة» (يسار وسط)، في حين وصف نائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف الذي يقود جناحاً يمينياً معارضاً الانتخابات بأنها «غير شرعية، ومجرد مهزلة»، مشيراً إلى أنه لم يسمح له بالترشح لمجلس مدينة موسكو. وقال مسؤولو الانتخابات ان الخمسة الاف توقيع التي جمعها حزبه مزورة. وأشار معارض آخر في حزب «يابلوكو»، الى مخالفات في موسكو وقال ان ناخبين اتصلوا بالحزب وقالوا انهم حاولوا التصويت فوجدوا ان اصواتهم اودعت بالفعل. أيضاً، نقل معارضون مشاهد مثيرة من مدينة ديربنت الداغستانية حيث تخلل العملية الانتخابية إطلاق نار عشوائي وتجمع لرجال الوحدات الخاصة، وقال البعض إن بطاقات الهوية تم جمعها من الناخبين الذي تم الإدلاء بأصواتهم من دون أن يدخلوا أصلاً إلى مراكز الاقتراع. اللافت أن لجنة الانتخابات المركزية تجاهلت أصوات الاعتراض، وتحدث رئيسها عن «عمليات انتخابية هادئة». وقال رئيس اللجنة فلاديمير تشوروف إن «تشكيك المعارضة غير مقبول، وهو يهدف إلى ممارسة ضغط معنوي كبير للنيل من نزاهة الانتخابات». واعتبر خبراء مستقلون أن الانتهاكات وحدها لم تكن السبب في التقدم الكبير لحزب «روسيا الموحدة»، وأشار بعضهم إلى أن تفكك المعارضة ومشكلاتها الداخلية أخلت الساحة للحزب الحاكم الذي تمكن من استغلال نقاط ضعف خصومه».