لندن، بروكسيل، واشنطن - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون أمس، الرئيس الافغاني حميد كارزاي الى اقامة «علاقة جديدة» مع الشعب الافغاني والحكومات الغربية، في حال تأكيد فوزه بالانتخابات الرئاسية التي اجريت في 20 آب (اغسطس) الماضي، في وقت اعلنت اللجنة الانتخابية الافغانية انها ستصدر نهاية الاسبوع قرارها في شأن الاتهامات بحصول عمليات تزوير في هذه الانتخابات، تمهيداً لتحديد الرئيس المقبل او تنظيم دورة ثانية. وشددت كلينتون في إرلندا الشمالية، احدى محطات جولتها الاوروبية الحالية، على اهمية التقدم الذي حققته افغانستان خلال عهد كارزاي، وقالت: «ننسى غالباً هذا التقدم»، فيما أكدت أن دحر تنظيم «القاعدة» ما زال الهدف الرئيس لمهمة قوات بلادها في افغانستان، مشيرة الى ان تطوير علاقة شراكة مع متطرفين مرتبطين ب «القاعدة» سيحقق نتائج على غرار ما حصل في العراق. جاء ذلك غداة إقرار موفد الأممالمتحدة الخاص الى افغانستان كاي ايدي للمرة الاولى حصول «عمليات تزوير كبيرة» في الانتخابات الرئاسية الافغانية. لكنه نفى اتهام نائبه السابق الاميركي بيتر غالبريث اياه بالمساعدة في التستر على حالات تزوير، مؤكداً ان النتيجة النهائية «ستتحلى بصدقية، ويجب ان يقبلها الافغان». وأحاط سفراء الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا ايدي في المؤتمر الصحافي تعبيراً عن الوحدة الدولية، فيما اكد الحلف الاطلسي (ناتو) أمس انه يدعم الاممالمتحدة وايدي في قضية التزوير في الانتخابات الافغانية. وقال الامين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن: «يثق الحلف بمبعوث الاممالمتحدة كاي ايدي، ونهنئه على التزامه وجهوده من اجل تحقيق مستقبل افضل لأفغانستان». في غضون ذلك، أفاد تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» بأن الولاياتالمتحدة ما زالت بعيدة عن تحقيق اهداف مكافحة الفساد المتفشي في افغانستان والتوصل الى انشاء حكومة ونظام قضائي مجديين، وتحسين كفاءة الشرطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين كبار في الادارة والجيش لم تذكر اسماءهم قولهم انه «بعد نحو تسعة أشهر على اعلان الرئيس باراك اوباما خطة مدنية لدعم نشر 17 الف جندي اضافي في افغانستان، تواجه مؤسسات مدنية عدة تراجعاً وسط تدهور الوضع الامني في البلاد. وأشار التقرير الى خطورة الوضع الامني في افغانستان وصلت الى حد عدم قدرة عاملين كثر في المجال الانساني الخروج من العاصمة لمساعدة مزارعين واعطائهم نصائح في شأن محاصيلهم، لافتة الى ان المساعدة الزراعية شكلت ركيزة أساسية للخطة التي اعلنها اوباما في آذار (مارس) الماضي، والتي تقضي بنشر مئات من المدنيين الاضافيين للعمل في هذا البلد. ويعاني النظام القضائي من ضعف شديد يدفع الأفغان الى اللجوء بشكل متزايد الى محاكم «طالبان». وبرر احد الضباط الكبار هذا الواقع بأن «قرويين كثراً يرون ان قضاء طالبان يرتكز على أساس ما». وتحدث مسؤولون في الادارة عن استياء اوباما من التقدم الضئيل الذي تحقق على الصعيد المدني حتى الآن. وقال احدهم للصحيفة: «الرئيس غير مرتاح لذلك اطلاقاً، خصوصاً ان حكومة كارزاي جمدت المبادرات من اجل الاصلاح». وخصصت الولاياتالمتحدة منذ عام 2001 نحو 13 بليون دولار مساعدات مدنية لأفغانستان. وفي سياق التعزيزات الاميركية العسكرية لأفغانستان، ايدت ديان فاينستين رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الاميركي اليوم الاحد طلب الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الاجنبية في افغانستان، ارسال مزيد من القوات الاميريكية. وقالت: «المهمة الاميركية تواجه خطراً جسيماً يهدد جنوداً اميركيين كثاًر في افغانستان، والبالغ عددهم 65 الف جندي»، ما يؤيد رأي الجمهوريين في الكونغرس الذين حضوا الرئيس باراك اوباما على تنفيذ دعوة الجنرال ماكريستال الى ارسال 40 الف جندي اضافي.