كشف المشرف العام على مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام، الدكتور محمد الزهراني، عن افتتاح مركز للقياس والعلاج النفسي في المنطقة الشرقية، يجمع المقاييس النفسية الاكلينيكة، ويضم عيادات العلاج النفسي والاسترخاء لتلمس حاجات المرضى النفسيين، ليكون أول مركز على مستوى المملكة، وذلك قبل نهاية العام الجاري، موضحاً «تشكيل فريق عمل لتطوير برامج الصحة النفسية في برنامج علاج الإدمان، يبدأ عمله العام المقبل»، بالإضافة إلى تشغيل العيادات الخارجية لعلاج المدمنين للتخفيف من قوائم الانتظار. وأكد الزهراني خلال تدشين فعاليات اليوم العالمي للصحة النفسية، التي أقيمت في غرفة الشرقية أول من أمس، والتي كانت تحت شعار «صحة متكاملة»، على أن فريق عمل في قسم علاج الإدمان لتطوير البرنامج العلاجي «بدأ عمله من شهر رجب هذا العام، ويستمر حتى جمادي الآخر العام المقبل، ويقوم هذا الفريق بمراجعة جميع الإجراءات العلاجية بدءاً من وصول المريض إلى المجمع وحتى إنهاء برنامج الرعاية المستمرة». وأشار إلى قيام «الفريق بمراجعة السياسات والإجراءات والتأكد من تطبيقها على ارض الواقع، كما يقوم بالإشراف والتدريب على أعضاء الفريق المعالج، من خلال البروتوكولات العلاجية، التي صدرت هذا العام بناء على خبرات متراكمة، وخبرات علمية وعملية من جانب اخصائيين قائمين ومتابعين ومشرفين استمرت متابعتهم أربعة أعوام، وتتسم بالواقعية والمصداقية والديناميكية، وذلك بحسب ظروف كل مريض» مضيفاً أن البروتوكولات تهدف إلى «تغيير واقعي ملموس في البرنامج العلاجي بشكل إجرائي بكل مرحلة من المراحل». لافتاً إلى بدء العمل في العيادات الخارجية التي تخص برنامج علاج الإدمان «كحل مطروح للتغلب على قوائم الانتظار، وتقديم العلاج اللازم»، مضيفاً أن «المجمع يعتزم تنفيذ حزمة من البرامج التدريبية المعتمدة من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية خلال الشهر المقبل، وهي دورة الخدمة الاجتماعية الطبية، والعلاج المعرفي للاكتئاب والإدمان، ودوره في الطب النفسي الشرعي». من جانبه، أكد المدير العام للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية الدكتور طارق السالم، إلى زيادة عدد الأطباء السعوديين المتخصصين في الصحة النفسية، إضافة إلى زيادة في وظائف الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، مشيراً إلى «ضرورة توافر الخصوصية في التعامل مع المرضى النفسيين»، رابطاً بين أهمية الصحة النفسية في نسبة الشفاء وسائر الأمراض نظراً للعلاقة السببية بين الأمراض النفسية والجسدية، وأضاف«لابد من توافر رعاية خاصة بالمريض النفسي لتحقيق النجاح في مراحل علاجه، إضافة إلى تحسن قدرة المريض على التعايش مع الآخرين، بمجرد إزالة الوصمة الاجتماعية التي تلحق به». على الصعيد ذاته، عزا نائب المدير التنفيذي في مستشفى سعد التخصصي الدكتور أحمد العلي، أسباب الإصابة بالاعتلالات النفسية إلى التغيير السريع في نمط الحياة، وتداخل وتقارب الشعوب والعادات والتقاليد والتنافس القوي للاقتصاد مع الاقتصاد المفتوح والحر، مما ينعكس على الأفراد. مشيراً إلى أن ذلك يؤثر على نسبة حدوث الاعتلالات النفسية وزيادتها، مستشهداً بدراسة مسحية أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2002، توصلت إلى وجود 154 مليون شخص في العالم يعانون من الكآبة، و25 مليون شخص يعانون من الشيزوفرينا ومليون شخص انتحروا وفي العام ذاته وخمسة ملايين حاولوا الانتحار. مرجعاً الأسباب التي تحول دون علاج هؤلاء المرضى «عدم المعرفة بالمرض وعدم توافر الإمكانيات العلاجية»، موضحاً أن في السعودية والدول العربية يعاني المرضى النفسيون من رفض المجتمع لهم وعدم تفهم طبيعة مرضهم، ملقياً اللوم على «المجتمع والجهات المسؤولة لافتقاد جانب التوعية، وتثقيف المجتمع وزيادة المراكز العلاجية وسهولة الوصول إليها».