القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - ألغت تركيا أمس مشاركة إسرائيل في مناورات جوية دورية تجريها مع حلفائها فوق أراضيها، ما أدى إلى انسحاب غالبية الدول المشاركة وإلغاء التدريبات التي كان مقرراً أن تبدأ اليوم وتستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري، ما اعتبره نائب وزير الخارجية الإسرائيلي «ضربة لمصالح حلف شمال الأطلسي والمصالح الأميركية والأوروبية». وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أمس أن تدريبات «نسر الأناضول» التي تجرى كل بضع سنوات «بهدف تحسين التعاون الجوي الدولي»، أرجئت إلى أجل غير مسمى بعدما شطبت أنقرة اسم اسرائيل من لائحة المشاركين، ورفضت دول أخرى بينها الولاياتالمتحدة وإيطاليا المشاركة من دون سلاح الجو الإسرائيلي. وأكد نائب وزير الخارجية داني يعالون أن اسرائيل تفضل أن تتفاهم الولاياتالمتحدة ودول أخرى من الدول الأعضاء في حلف الأطلسي مع تركيا في شأن قرار استبعادها، لأن الخطوة التي اتخذتها أنقرة تمثل أيضاً «ضربة لمصالح حلف شمال الاطلسي والمصالح الأوروبية والأميركية». وكانت تركيا حليف وثيق لإسرائيل، إلا أن العلاقات فترت بسبب انتقاد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحرب الإسرائيلية على غزة. وتمتعت تركيا وإسرائيل بتعاون عسكري وثيق، بما في ذلك تدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء التركية، إضافة إلى مشاركة معلومات استخباراتية وعلاقات تجارية قوية، بما في ذلك بيع معدات عسكرية مهمة. وتوترت العلاقات بعد أن انتقد أردوغان علناً إسرائيل بسبب هجومها على غزة وانسحب من المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا في كانون الثاني (يناير) الماضي احتجاجاً على كلمة للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز. واعتبرت الإذاعة العسكرية الإسرائيلية أن إلغاء هذه المناورات «يعكس تدهور العلاقات» منذ الحرب على غزة. وحاول يعالون التقليل من شأن أثر قرار أنقرة على العلاقات السياسية بين البلدين. وقال: «كانت تركيا وستظل عنصراً استراتيجياً مهماً في الشرق الأوسط، وما من شك في أن علاقاتها مع إسرائيل تخدم المنطقة بأسرها». ووصف تركيا بأنها «دولة متسامحة تنتمي إلى العالم الغربي وتعتبر مثالاً يقتدى به على عكس النظام الإيراني». من جهتها، أوضحت الإذاعة العبرية أن هذه المناورات كان ينبغي أن تتضمن تمارين على هجمات في المجال الجوي التركي قرب الحدود مع سورية والعراق وإيران، إضافة إلى تدريبات على هجمات ذات طابع بري للدفاع الجوي والتموين في الجو. وفي مطلع الشهر الماضي، ألغى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو زيارة كان يزمع القيام بها إلى إسرائيل هذا الشهر، بحسب مصادر إسرائيلية رسمية. وقالت الصحافة إن هذا الإلغاء يأتي رداً على رفض إسرائيل السماح له بزيارة غزة عبر معبر ايريز لإجراء محادثات مع قادة حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع منذ أكثر من عامين.