أكدت الناقدة الشابة نورة القحطاني أن لا أحد يستطيع إنكار حق الآخرين، في بحث أو دراسة فكرة أو مشروع داخل مساحات هذا الأدب الشاسع، «وإذا سلمنا بجواز تشابه الأفكار أو تقاطعها، كما كانت توصف قديمًا «بوقع الحافر على الحافر»، وقول الجاحظ بأن المعاني مطروحة في الطريق، فيبقى لكل باحث هويته الخاصة في التناول، أو بصمته البحثية التي يختلف بها عن غيره، ولكن يظل السؤال الأهم: ماذا يضيف اللاحق للسابق؟ فالعبرة في النهاية بنتائج البحوث، فإن هي حققت جديدًا في مجالها، وفتحت آفاقًا أخرى للباحثين لاحقًا، فقد آتت أكلها ضعفين، أما إن ظلت تراوح مكانها فلن نجد مع مرور الوقت مادة جديدة تطرح ويستفيد منها الدرس النقدي والأدبي، بل ستكون النتيجة هي السقوط في حبائل التكرار إنما بأسلوب وشكل جديدين مع بقاء المضمون واحدًا». وتقول إنها اختارت في دراستها للرواية، التي تكتبها المرأة السعودية، الروايات التي صدرت من العام (1410ه-1424ه - 1990م-2003م)، وقد بلغ عددها اثنتين وعشرين رواية، «ولقد حاولت في كتابي أن أوضح كيف عبّرت الروائيّة السعودية عن الواقع من خلال صورة الرجل، والوقوف على رؤية الكاتبة السعودية للرجل، وتحديد دلالتها الفكريّة وعلاقتها بالواقع الذي عكسته بكل مستوياته، فحاول البحث أن يبرز ذلك من زاوية خاصة في روايتها هي زاوية الصورة الفنية للرجل، ورصد الأبعاد الاجتماعيّة والنفسيّة لها: السلبيّة والإيجابية، وصولاً إلى خصوصية الكتابة الروائية النسائية، عبر تقنيّات المعالجة الفنيّة»، مضيفة أن حال الكتابين، كتابها وكتاب المهموس، «كحال كتب أخرى يزخر بها التاريخ الأدبي، وتعتمد على تمييز المتلقي لها، واستيعابه لما ورد فيها من صور و نتائج، حتى يبقى رأيي محايدًا، وأخشى أن تكون الرواية النسائية السعودية - بمضامينها المتكررة منذ الستينيات وحتى الآن وهي تدور في فلك واحد أوقعها في تكرار ممل لبعض قضاياها، جعل خطابها واحدًا على رغم اختلاف كاتباتها، وتعاقبهن- قد ألقت بشباكها أيضاً على الباحثين في هذا الموضوع، وعموماً فصدور الكتابين في ذات الموضوع قد يكون مجالاً خصبًا للباحثين في القراءة والتلقي، وبالتالي يفتح آفاقًا أخرى لدراسته و تمحيصه».