يخوض المنتخب الجزائري، اليوم، في السابعة مساء بملعب مصطفى تشاكر في مدينة البليدة (50 كلم جنوبي) «مباراة العمر» أمام المنتخب الرواندي، ضمن الجولة الخامسة للتصفيات الأفريقية المزدوجة المؤهلة إلى مونديال وأمم أفريقيا 2010. ولن يسمح الفوز للجزائر بالتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا بعد 24 سنة من الغياب، خصوصاً بعد فوز المنتخب المصري أمس على زامبيا بهدف. وتعيش الجزائر منذ أسابيع عدة حالة من "السعادة غير المسبوقة" في ضوء النتائج اللافتة التي حققها المنتخب في التصفيات الحالية جعلته على مرمى حجر من المونديال العالمي. ويتصدر المنتخب الجزائري، أو "الخضر" كما يسمى، ترتيب المجموعة الثالثة بعشر نقاط متقدماً بثلاث نقاط عن المنتخب المصري. وتحسباً للمباراة، هيأت السلطات الجزائرية المختصة جميع الظروف وطرحت نحو 35 ألف تذكرة بيعت في ظرف قياسي "تهافتت" عليها جماهير الكرة الجزائرية من جميع أرجاء البلد. ووضعت تحت تصرفهم نحو 20 ألف راية وطنية تكون بديلاً لهم عن المفرقعات والألعاب النارية التي ظل اتحاد الكرة المحلي يدعو لتفادي استعمالها يوم المباراة. وفي تصريح "تفاؤلي" أدلى به، أمس (الجمعة)، للإذاعة الجزائرية، أعرب المدرب الجزائري رابح سعدان عن أمله بمواصلة النتائج الإيجابية وتحقيق الفوز، داعياً إلى تفادي الضغط وعدم الاكتراث بمباراة مصر وزامبيا. وتابع سعدان: "منذ مباراة مصر بدأنا نشعر أن ورقة التأهل تقترب منا، لكن بالمقابل ازدادت علينا الضغوط من الجميع سواء من المسؤولين أو الجماهير، وأخذنا نشعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا خشية أن تضيع منا هذه الفرصة الثمينة". ودعا سعدان إلى ضرورة التركيز النفسي وتحقيق الانسجام بين اللاعبين، وهو الهدف الذي سعى إلى تحقيقه منذ أول معسكر "للخضر" وبالضبط في المعسكر الحالي. وحذر "الشيخ" من استصغار المنافس الرواندي على رغم وجوده بالمركز الأخير (نقطة واحدة)، مؤكداً أنه لن يخسر شيئاً، وأنه لا يزال يحتفظ ببصيص الأمل للتأهل إلى أمم أفريقيا. وعن رأيه لمباراة مصر وزامبيا، قال سعدان: "سنلعب لأجل الفوز أمام رواندا مهما كانت نتيجة مباراة مصر وزامبيا. تهمنا نتيجة اليوم (أمس) لان المنتخب المصري ينافسنا على ورقة التأهل وسيكون –أيضاً- منافسنا في الجولة الأخيرة". ويضيف: "لقد تحدثت مع اللاعبين وأبلغتهم بأنهم (المصريون) سيلعبون قبلنا، ومهما كانت نتيجة مباراتهم سنواصل بنفس العزيمة لتحقيق الهدف نفسه وهو التركيز والعمل لأجل الفوز، وإذا تسنى لنا الفوز بأكبر فارق فإن ذلك سيكون مفيداً لنا". وتحذو لاعبي "الخضر" آمال عريضة بتجاوز المنتخب الرواندي وتحقيق التأهل بعد 24 سنة من الغياب. وفي هذا الشأن، يؤكد كريم مطمور لاعب مونشغلادباخ الألماني أنه "على رغم أننا سنلعب فوق ميداننا، إلا أنه ينبغي علينا أن نبقى حذرين وفي حال تركيز إلى نهاية المنافسة. اللقاء ضد رواندا سيكون صعباً لكن الفوز يبقى هدفنا الأول والأخير". وأضاف: "إن الانتصار على رواندا سيعزز وضعيتنا على رأس ترتيب المجموعة يوماً واحداً قبل نهاية التصفيات". من جانبه، يعول المنتخب الرواندي، الذي حضر ب 19 لاعباً بعد وصول آخر لاعب وهو سيريل أنيني كوامي الذي ينشط في البطولة التونسية، على مباراة اليوم لتحقيق المفاجأة وبالمرة تحقيق التأهل إلى أمم أفريقيا.