كان التاريخ 21 ايار (مايو) 2001 ونهائي كأس انكلترا الذي كان يقام على استاد "ميلينيوم" في ويلز يتجه إلى التعادل (1-1) وخوض شوطين اضافيين حين لعب التشيخي باتريك برغر الكرة بسرعة إلى المهاجم مايكل اوين الذي ضرب المدافع توني ادامز وسدد في الزاوية اليسرى البعيدة لمرمى الحارس الدولي الانكليزي دايفيد سيمان وينتزع ليفربول اللقب في ذلك الوقت. والهدف الذي سجله اوين في تلك المباراة يعتبر الى جانب هدف ستيفن جيرارد التعادل في نهائي نفس المسابقة مع وستهام (3-3) عام 2006 وهدف لويس غارسيا في مرمى تشلسي الذي اهل "الحمر" الى نهائي دوري أبطال اوروبا عام 2005 الاغلى لليفربول خلال العقد الاخير. بعد خروجه بطلاً من موقعة "ميلينيوم" هل كان أحد يتوقع الا يبقى اوين التفاحة العذبة في عيون كل جماهير ليفربول؟ يؤكد مايكل اوين انه جاهز ليكون على خط المواجهة التي ستجمع "الحمر" مع غريمه التقليدي مانشستر يونايتد يوم 24 الجاري على الملعب الذي كان يقول عنه بمثابة بيته سابقاً ولم يكتف بتلك التصريحات بل واصل التغني بفريقه الجديد على رغم ان تصريحاته تشعل الحساسية عند جماهير فريقه السابق وصاحب الفضل بالذي وصل إليه فتى انكلترا الذهبي سابقاً "أمر رائع ان تعمل تحت قيادة اليكس فيرغسون كل شيء متوقع من فريق في القمة انه فعلاً فريق على القمة انهم أكبر فريق في العالم هذا ما لمسته من عامل الملابس الى مقصف الفتيات وصولاً إلى المدير الفني ." انه أمر مفهوم ان اوين يريد إفهام العالم عن مدى سعادته في مانشستر يونايتد بعد 4 سنوات بائسة امضاها في نيوكاسل وكأنه وقع في ارض خصبة وبدأت تفوح منه رائحة العطر. لكن كل ما تحدث به منذ ان انتقل إلى اولد ترافورد كان يمر مرور الكرام عند جماهير ليفربول إلى ان خرجت منه ثماني كلمات أدهشت جميع ليفربول "مانشستر يونايتد اكبر فريق على مستوى العالم اجمع ." انها تصريحات لن تمر، فسابقاً يوم أن سجل هدفاً في مرمى ويغان لم يعلق احد على القبلات التي كان يرسلها لجماهير "اليونايتد" احتفالاً لكن الأمر مختلف تماماً، كان هناك قلة الثقة في مهنية اوين خلال مسيرته مع ليفربول حتى يوم سجل الهدف التاريخي في شباك الأرجنتين في نهائيات كأس العالم 1998 لكن من دون شك هو صاحب اوقات سحرية لا يمكن نسيانها. لنعد بالذاكرة قليلاً إلى الوراء يوم سجل ثنائية في شباك روما خلال كأس الاتحاد الاوروبي عام 2000 وهدفه في مرمى "اليونايتد" نفسه متخطياً روي كين في كأس الأندية المحترفة عام 2003 و"ثلاثيته" في شباك نيوكاسل على ملعب "سانت جيمس بارك" عام 1998، انها ذكريات تطول وتطول فهو ماكينة أهداف متحركة وكان الأمل لجماهير ليفربول في لحظات شك كثيرة. كان بإمكان اوين ان ينهي مسيرته بسهولة كما حصل مع هدافي الفريق السابقين روجر هنت وكيني دالغليش وروبي فاولر ومن يعلم قد يكون توريس ايضاً على نفس الطريق . جاء مايكل اوين الى "انفيلد رود" مرتين منذ ان ترك ليفربول الى ريال مدريد عام 2004 وتعاملت معه الجماهير بالقليل من الضغوط لكن الوضعية الآن اختلفت كثيراً وكثيراً جداً بالنسبة الى مشجعي ال"كوب"، فالكلمات ال8 التي خرجت من فمه ستشعل غضب جماهيره السابقة التي ستقابله بعدائية مفرطة هذه المرة. ومن كان يتوقع ان تتحول علاقة أوين بجماهير ليفربول إلى كراهية قبل 8 سنوات.