بدأت الجمعة عملية تبادل مئات الأسرى بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في إطار الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه الأربعاء في مينسك، وفق ما أفادت مراسلة ل"فرانس برس". عملية التبادل التي بدأت بمجموعات من عشرة أسرى من كل جانب بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا (45 كلم شمال معقل دونيتسك الانفصالي)، تشمل 222 انفصالياً و150 أوكرانياً ويتوقّع أن تنجز مساء الجمعة. ووقف فريقا الأسرى صفاً تفصل بينها مسافة مائة متر وهم في زي مدني ويحملون أكياساً. وقام عدد من ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بمراقبة العملية التي جرت في شارع لا يضيئه سوى كشافات بعض السيارات. وقرأ ممثلو كييف والانفصاليين أسماء الأسرى قبل بدء عملية التبادل. وقالت ممثلة الانفصاليين داريا موروزوفا، إن الأسرى الأوكرانيين كانوا محتجزين في منطقة دونيتسك. وأوضحت أن عملية تبادل أسرى "جمهورية" لوغانسك الانفصالية المجاورة ستجرى السبت. أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية البيلاروسية، أن الجولة الحاسمة من محادثات السلام حول شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لروسيا لن تعقد الجمعة في مينسك كما كان مقرراً في الأصل. وقال ديمتري ميرونتشيك لوكالة "فرانس برس" "إن لقاء مجموعة الاتصال" المكونة من ممثلين عن أوكرانياوروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع المتمردين "لن يعقد اليوم". وعندما سئل عن موعد اللقاء المقبل، قال إن ذلك "رهن بأعضاء مجموعة الاتصال"، وأضاف أن "بيلاروسيا ما زالت مستعدة لتوفير أرضية للمفاوضات". وصرّح موفد جمهورية دونيتسك المعلنة من جانب واحد دنيس بوشيلين من جهته، أنه لم يتلق دعوة إلى محادثات مينسك اليوم. ونقلت وكالة الأنباء الانفصالية عن بوشيلين قوله: "الخميس لم نتفق على إعلان للقاء مينسك، فقد أرسلنا مقترحات إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. لكننا لم نتلق أي رد على مشروعنا ولا دعوة إلى مينسك". وقال مصدر حكومي أوكراني ل"فرانس برس"، إن "الأرجح ألاّ تجرى المفاوضات اليوم"، مضيفاً أن حالة الوضع كانت كذلك "في الساعة الثانية فجر" الجمعة. وقالت السفارة الروسية في كييف التي يمثل سفيرها ميخائيل زورابوف روسيا في هذه المحادثات، في اتصال أجرته معها "فرانس برس"، إنها "لا تملك أي معلومات" عن اللقاء المقبل. وأفضت الجولة الأولى من المفاوضات الأربعاء إلى اتفاق على تبادل الأسرى، لكنه لم يسمح بتسوية الخلافات الجوهرية. فبعد محادثات رباعية مع المستشارة الألمانية أنغيلا مركل والرئيسين الفرنسي فرنسوا هولاند والروسي فلاديمير بوتين، أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو عن جولتين من المحادثات في مينسك يومي الأربعاء والجمعة. ثمّ أوضح مستشاره الدبلوماسي فاليري تشالي بعد ذلك، أن لقاء الأربعاء كان تمهيدياً، بغية التوصل إلى اتفاق الجمعة. وتهدف محادثات مينسك حيث وقعت اتفاقات السلام الأولى في أيلول (سبتمبر) إلى تهدئة النزاع في الشرق الأوكراني الذي أوقع أكثر من 4700 قتيل في خلال ثمانية أشهر. وعلى صعيد آخر، قالت أوكرانيا الجمعة إنها ستعلق جميع خدمات القطار إلى شبه جزيرة القرم التي انضمت إلى روسيا، بسبب مخاوف أمنية. وجاء القرار بعد عشرة أيام فقط من قرار روسيا وقف خدمة القطارات الروسية إلى القرم بسبب انخفاض الطلب على التذاكر. ويعني القراران أن معظم سكان القرم البالغ عددهم 2,3 مليون لن يتمكنوا من السفر إلى أوكرانيا سوى بالسيارات أو العبور إلى روسيا شرقاً باستخدام عبارات قديمة. ولا يزال بعض شركات الطيران الروسية يشغِّل رحلات منتظمة أو موقتة إلى مدينة سيمفيروبول في القرم. وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على هذه الشركات تحرمها من الحصول على تأمين لطائراتها وعلى عقود خدمات الصيانة. ولم توضح الشركة المشغلة لخطوط السكك الحديدية في أوكرانيا المخاوفَ الأمنية التي تواجه قطاراتها في القرم. وكانت القوات الروسية سيطرت على منطقة القرم في آذار (مارس)، وبعد ذلك أجرت المنطقة استفتاء على الانفصال عن أوكرانيا دانته كل من كييف والغرب. وأدّى ضم المنطقة إلى موسكو إلى فرض أول مجموعة من العقوبات الغربية ضد روسيا بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية.