تنتظر الأوساط الايرانية «الاستراتيجية الاميرکية» التي وعد الرئيس باراك اوباما بالتعاطي بها مع ايران، خصوصاً بعد «اللقاء الجيد» الذي جرى بين کبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي ومساعد وزيرة الخارجية الاميرکية وليم بيرنز على هامش اجتماع جنيف الذي عقد في الاول من الشهر الجاري. لكن اوساطاً ديبلوماسية استبعدت وضع استراتيجية مماثلة لتلك في افغانستان، «لأن الملفين يختلفان في الشكل والمضمون»، مبدية اعتقادها بأن ملف العلاقات الايرانية الاميركية وضع على نار هادئة، «من اجل تقويم مواقف الطرفين والوقوف على حقيقة کل طرف حيال الآخر قبل التقدم نحو خطوات عملية لإزالة حاجز عدم الثقة الموجود بين البلدين». وقال وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي ان القيادة الايرانية «ترصد مدى انسجام السياسة الاميرکية المعلنة مع الخطوات العملية في شأن قضايا عدة، وتحديداً تلك الخاصة بالمنطقة وايران». ورأى متقي ان بلاده تقوّم حالياً السياسة الجديدة للادارة الاميرکية، و»لم تبلغ حتى الآن مرحلة اتخاذ مواقف، لأننا لم نرَ شيئاً مميزاً في مجال انسجام الافعال بالاقوال، ولم نلمح خطوات عملية من اجل معالجة الاخطاء التي ارتكبتها الادارة السابقة في العراق او افغانستان او في مجال الاقتصاد العالمي». ولفت الى ان الادارة الاميرکية «لم تتخذ سياسة فاعلة وموثرة في افغانستان او في العراق، وحتى في ما يخص القضية الفلسطينية» . وحول العلاقة بين واشنطنوطهران اعلن متقي ان الأجواء الحالية غير مشجعة لاتخاذ مواقف حاسمة في هذا الشأن، لافتاً الى «ان الشعب الايراني يملك ثقافه جيدة في السوق التجارية، لذا لا يستطيع ان يشتري بسعر مرتفع کما انه لا يمكن ان يبيع بأبخس الاسعار» . على صعيد آخر، توقعت المصادر تقنين عملية رفع نسبة اليورانيوم المخصب، بعد نجاح الخطوة الاولى للحصول على يورانيوم عالي التخصيب من اطراف اجنبية . ورأت هذه المصادر ان الاجتماع المقرر بين مندوبين عن ايران والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا في فيينا في 19 الشهر الجاري، سيناقش رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الايراني الي 19.75 في المئة لاستخدامه في مفاعل طهران الذي يعمل في مجال البحوث الطبية، لكن هذه الخطوة ربما تنسحب على کل نشاطات التخصيب عبر ارسال ايران کل اليورانيوم المخصب الى الخارج لرفع تخصيبه، وانتاج الوقود اللازم لتشغيل مفاعلاتها النووية، في مقابل تزويد ايران بمعدات تخصيب متطورة تساعدها في نشاطات التخصيب.