لم يعد العازفون في الفرق الشعبية وأصحاب صالات الافراح يخشون الخطف أو التفجير من جانب المسلحين باعتبارهم يمارسون مهناً «محرمة»، بعدما سمح لهم تحسن الاوضاع الامنية بإعادة افتتاح محال الموسيقى وصالات الافراح وسط أحياء بعقوبة العراقية. ويؤكد عباس فاضل (مؤسّس فرقة موسيقية) ان «الاوضاع الامنية المستقرة في حي «التحرير» وسط بعقوبة شجعته على فتح مركزه ودعوة زملائه العازفين الى إحياء حفلات الاعراس والمناسبات الاخرى مرة ثانية». ويضيف: «حفّزت الاوضاع الامنية المستقرة الكثير من اصحاب المهن المحرمة من جانب تنظيم القاعدة والميليشيا المسلحة على مزاولة أعمالهم مجدداً في المدينة». ويقول سلام ناجي الذي يعزف على آلة البوق الشعبية ل «الحياة» ان «الفتاوى التي عمّمها تنظيم «القاعدة» تسببت في لجوء الاسر الى إحياء افراحها في بغداد بعدما فجّر مسلحون ثلاثة مكاتب للفرق الشعبية وتنفيذ اكثر من انتحاري يرتدون أحزمة ناسفة هجمات على حفلات او مواكب اعراس، وكان ذلك سبباً في اغلاق محلات الفرق وهروب العازفين». وتعتبر الفرق الشعبية الموسيقية احد ابرز معالم الافراح في المجتمع العراقي، خصوصاً في الاعراس والمناسبات الرياضية والدينية. ويعتقد الناطق باسم قيادة شرطة ديالى الرائد غالب الكرخي ان «التنظيمات المتشددة حاولت فرض قوانينها بالقوة في غالبية مناطق بعقوبة بواسطة اعمال العنف والترهيب». وأكد ل «الحياة» ان «الاوضاع الامنية التي بدأت تعم المحافظة تدريجاً شجعت اصحاب الحرف والمهن على العودة الى المدينة ومزاولة اعمالهم في ظل التحسن الامني». أما سعيد جبار الذي يملك صالة افراح وسط بعقوبة، فيؤكد ل «الحياة» ان «صالته التي شهدت أفراحاً وأجواء طيبة قبل عام 2003، تحولت بعد هذا التاريخ الى سجن سري لتنظيم القاعدة ومخبأ أسلحتهم». ويشير الى انه «كانت رائحة الموت تفوح من آثار الدماء التي انتشرت على الجدران قبل هروب المسلحين الذين كانوا يتخذون من الصالة مقراً لهم».ويضيف: «مكنتنا الاوضاع الجديدة من مزاولة اعمالنا وعادت الاسر مجدداً لإحياء حفلاتها الخاصة وأرشفتها بواسطة مصوري الفيديو الذين نالهم ايضاً نصيب من فتاوى المحرّمات». وفيما تشهد بعقوبة انتشاراً أمنياً للحيلولة دون خروقات جديدة، فإن عاملات صالونات تزيين النساء اللواتي تسببت مهنهن بقطع «رؤوسهن» وجدن في تلك الاجواء دعوة لمزاولة مهنهن في ظل الإقبال الملحوظ من جانب نساء المدينة. وتقول ام فرات: (صاحبة صالون حلاقة): «ان عدد صالونات تزيين النساء تضاعف في الآونة الاخيرة بعدما اضطرت غالبية الحلاقات الى العمل في منازلهن خشية القتل او الخطف». وتضيف: «كانت عقوبة قطع الرأس نصيب كل من تمكن المسلحون من خطفها بدعوى تبرج الجاهلية».