جنيف- أ ف ب، رويترز - بدأ مسؤول الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة أمس جولة في شمال اليمن، فيما تقرر توزيع المساعدات التي قدمتها السعودية على النازحين قرب حدودها. وحذر الصليب الأحمر من أن عشرات الألوف من النازحين محرومون من المساعدات بسبب صعوبة الوصول إليهم. وسيعقد هولمز الذي يشغل منصب منسق المساعدات الطارئة في الاممالمتحدة، اجتماعات مع السلطات اليمنية. ويهدف من زيارته المقرر ان تستمر حتى الاحد الى «لفت انظار المجتمع الدولي الى الوضع على الصعيد الانساني وزيادة المساعدات للمتضررين». وتدهورت الاوضاع على الحدود اليمنية - السعودية مع اعلان المتمردين الاربعاء انهم سيطروا على بلدة منبه الحدودية مع المملكة في محافظة صعدة. كما سيطر المتمردون على بلدة حدودية اخرى مع السعودية تقع الى الشرق من منبه، على ما اعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والامن وزير الادارة المحلية رشاد محمد العليمي، مؤكداً ان هذه البلدة «هاجمها المتمردون الذين قتلوا نساء واطفالاً ونهبوا مقار الادارة المحلية». وأضاف ان المتمردين يخططون للاستيلاء على مركز حدودي في المنطقة وان الحكومة ارسلت تعزيزات عسكرية لمنعهم من ذلك. إلى ذلك، حذرت لجنة الصليب الأحمر الدولية من ان عشرات الألوف من أن اليمنيين محرومون من المساعدات الحيوية في شمال اليمن حيث تدور مواجهات بين الجيش والمتمردين، مشيرة الى ان الوضع الانساني مستمر في التدهور. وأفادت اللجنة في بيان ان «النزاع القائم في شمال اليمن يعرض حياة المدنيين للخطر أكثر فأكثر ويحرم عشرات الألوف من المساعدات الحيوية ويجبر سكان منطقة بكاملها على الهرب بسبب النزاع». ومع تدهور الوضع الأمني يصعب على المنظمات الانسانية الوصول الى بعض قطاعات محافظة صعدة (240 كلم شمال صنعاء) حيث استؤنفت المواجهات منذ شهر آب (اغسطس) الماضي. وأشار رئيس وفد الصليب الأحمر في اليمن جان نيكولا مارتي في البيان الى ان وضع السكان العالقين في منطقة النزاعات او الذين هربوا الى مناطق مجاورة «تدهور الى حد كبير في الاسابيع الاخيرة». وتمكن الصليب الاحمر من امداد نحو ثلاثين الف شخص بالمساعدة خلال شهرين، لكنه لم يتمكن من الوصول الى كل المواطنين المحرومين. وقالت ناطقة باسم المنظمة دوروثيا كريميتساس: «ليست لدينا وسائل تمكننا من معرفة عدد العالقين او عدد الذين فروا» من منطقة المواجهات. وأضافت ان كل الذين تمكنوا من الحصول على مساعداتنا أكدوا صعوبة الوضع و «وجود قتلى وجرحى وتعذر الحصول على ماء او غذاء او مأوى». وأشارت الى ان عدداً كبيراً من السكان اضطروا الى الهرب اكثر من مرة وهم في حالة من الحرمان الشديد. وبدأ الجيش اليمني في 11 آب (اغسطس) عملية جديدة للقضاء على المتمردين أسفرت حتى الآن عن مقتل المئات وتهجير نحو 55 الف شخص. وتتهم السلطات اليمنية المتمردين الزيديين بالحصول على دعم من إيران. وتعتزم مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ارسال مساعدات للمرة الاولى الى شمال اليمن من المملكة العربية السعودية لمساعدة نحو ألفي نازح تقطعت بهم السبل قرب الحدود بعد أن فروا من القتال. وكانت قافلة المساعدات التي تضم خياماً وحشايا وأغطية ومواد أخرى قد تأجلت هذا الاسبوع في حين سعى مسؤولو المفوضية الى الحصول على تأكيدات أمنية من كل الاطراف. وقال أندري ماهيستش، الناطق باسم المفوضية، في مؤتمر صحافي ان «توصيل مساعدات عبر الحدود السعودية الى نازحين قرب الحدود ستجري غداً (اليوم)». وتؤكد وكالات الاممالمتحدة ان الصراع في اليمن شرد نحو 150 ألف شخص منذ بدأ عام 2004. لكن صعوبة الوصول الى مناطق الحرب تعني عدم امكان الحصول على تقديرات دقيقة لعدد الذين فروا من منازلهم منذ بدأ الجيش حملته ضد المتمردين الحوثيين في 11 آب. وأضاف الناطق باسم المفوضية أن السعودية ساهمت بمليون دولار، وساهمت الولايات ب 1.2 مليون دولار في حملة لجمع خمسة ملايين دولار بصورة عاجلة لليمن هذا العام. ويصل يومياً عشرات المدنيين الى مخيم المزراق قرب الحدود السعودية هرباً من القتال المستعر. وأبلغ نازحون جدد وصلوا المخيم الواقع في محافظة حجة مفوضية اللاجئين أن القتال في صعدة امتد الى المناطق الجنوبية، بينما يفر المزيد من النازحين من هذه المناطق خصوصاً منطقة حيدان. وقال ماهيستش ان نحو 200 شخص يصلون المزراق يومياً بينما يتوجه آخرون الى صنعاء. والكثير منهم يسير أربعة أو خمسة أيام ويصلون وقد استبد بهم التعب وفي حالة وهن».