كشف تقرير نشرته جمعية «لاتيت» الإسرائيلية المعنية بشؤون الرفاه والفقر في إسرائيل، في ختام مؤتمرها السنوي أمس (الإثنين)، عن تفاقم مشكلة الفقر بصورة غير مسبوقة، ما رفع معدل الانتحار، وأجبر كثيرين على ترك العلاج أو هجر المدارس أو المبيت جوعى. وتشير نتائج التقرير الذي نشره موقع «عرب 48» الإلكتروني، والمبنية على معايير السكن والتعليم والصحة والأمن الغذائي وغلاء المعيشة، إلى أن 2.54 مليون شخص يشكلون 31.6 في المئة من سكان إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر، بينهم 932 ألف طفل يشكلون 35 في المئة من إجمالي عدد الأطفال. وذكر التقرير أن 60 ألف عائلة تعتاش على معونات الجمعيات الخيرية، مع أن 50 في المئة من أربابها يعملون، ومع ذلك يذهب 22 في المئة من أطفالهم إلى المدارس من دون طعام أو مال، وينام 25 في المئة منهم «على لحم بطونهم». واضطر الوضع 32 في المئة من طلاب هذه العائلات إلى الالتحاق بمدارس داخلية، وهو مُعطى سجّل ارتفاعاً بنسبة 45 في المئة مقارنة بالعام 2013، فيما تسرّب 27 في المئة من مدارسهم، وتوجّه 36 في المئة إلى العمل لمساعدة عائلاتهم، ما رفع نسبة عمالة الأطفال إلى 44 في المئة عن العام الماضي. ودفع سوء الحال نحو 14 في المئة من المسنين إلى ترك علاجهم، ووجدت فكرة الانتحار إلى كثير منهم سبيلاً، كما أن مخصصات الشيخوخة لا تصل إلى 94 في المئة منهم، ما يحرمهم من «العيش بكرامة وشراء حاجاتهم الأساسية». وبصورة عامة فإن 41 في المئة من الإسرائيليين يعانون من ضائقة اقتصادية شديدة. ولم تقتصر النتائج على ذلك فحسب، بل إن 36 في المئة من العائلات مهددة بإخلاء منازلها بسبب عدم تسديدها فواتير الكهرباء المتراكمة. وتمّ قطع التيار فعلياً عن 54 في المئة من السكان. ويعكس التقرير صورة أسوأ من تلك المذكورة في تقرير «مؤسسة التأمين الوطني» الذي نُشر بتاريخ 16 كانون الأول (ديسمبر) الجاري، وجاء فيه أن 1.6 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر، بينهم 750 طفلا.ً وألقت الجمعية مسؤولية انحدار الوضع المعيشي على انعدام الاستقرار السياسي بقولها، إن «انعدام القدرة على الحكم... أدت إلى تغيير أربع حكومات خلال ثمانية أعوام، وعلى رغم وعود وتعهدات ثلاثة من وزراء الرفاه، فإنه حتى اليوم لم يصل ولو شيكل واحد من موازنة الدولة إلى المبادرة الوطنية من أجل الأمن الغذائي». وربط التقرير السنوي بين الفقر وسياسة إسرائيل الحربية، بعبارة تقول إن «الانتخابات القريبة فرصة قد تكون الأخيرة، للحسم بين شراء دبابة أخرى أو إنقاذ طفل من الفقر... وتحديد ما اذا كان علينا الاهتمام بحراسة حدود الدولة فقط». يُذكر أنه في الأعوام الثلاثة الأخيرة زادت وتيرة التظاهرات الشعبية في تل أبيب، مطالبة الحكومة بإيجاد حلول مناسبة لغلاء المعيشة المتصاعد. وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي توالت دعوات حركة «مهاجرون إسرائيليون» في برلين، إلى هجرة جماعية إلى ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي هرباً من الغلاء. ووفق معطيات رسمية فإن نحو 80 ألف مهاجر من أصل 800 ألف يقيمون حالياً في العاصمة الألمانية برلين.