تستعد محافظة عنيزة لتكريم ابنها أول وزير مالية في المملكة عبدالله الحمدان لتكريمه في محفل بدأت الترتيبات له أخيراً، وشكلت له لجان رسمية وشعبية من خلال أبنائه الذين سيشهدون الاحتفالية، ويتوقع أن يشهد حضوراً كبيراً. واشتهر عبدالله الحمدان بابن سليمان الذي سميت أحد شوارع الرياض المشهورة باسمه، على رغم أنه يوقع جميع قراراته باسمه الثلاثي، إلا أن لقب ابن سليمان ظل يلازمه بعد أن وصفه به الملك عبدالعزيز، وفقاً للمتعارف عليه بين أهل نجد بطريقة التسميات. وأوضح الباحث في التاريخ الحديث المعاصر الدكتور عبدالعزيز الشبل ل«الحياة»، أن سليمان ولد عام 1887، ونشأ وتعلم في كتاتيب عنيزة مبادئ العلوم الضرورية على يد الشيخين عبدالله بن مانع وصالح العثمان القاضي، وسافر شرقاً حتى وصل الهند بدعم من تجار عنيزة، وتوجه للبحرين والكويت ليستقر في الرياض عام 1913. وأضاف: «افتتح ابن سليمان أول متجر تجاري له، وتلك هي فترة ومرحلة توسع الدولة السعودية على يد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، الذي عين محمد الحمدان (شقيق عبدالله) كاتباً لدى الملك ليستعين لاحقاً بأخيه عبدالله لكتابة بعض الرسائل، ولا سيما أنه عُرف عنه بحسن خطه وجماله»، مشيراً إلى أن الصدفة قادت الوزير عبدالله للقاء الملك بعد أن مرض شقيقه (محمد) فأنابه المؤسس مكان أخيه ليعجب به ويقربه أكثر حتى ولاه خزانة الدولة في 1919، مؤكداً أن ابن سليمان بلغ من الثقة والنفوذ ورأي البصيرة لدى الملك عبدالعزيز ما لم يبلغها غيره في ذلك الوقت. وذكر أن ابن سليمان طور النظام المالي في الدولة، وأنشأ مديرية المالية العامة في مكةالمكرمة يديرها بنفسه، وبدأ لقب الوزير يسمع للمرة الأولى في الأوساط المحلية، بعد توحيد السعودية، ونال هذا اللقب، لتصدر بعدها أول موازنة رسمية نظامية بحسب نظام مجلس الوزراء من وزارة المالية التي كان هو وزيرها، لافتاً إلى أن مؤسس الدولة مع الوزير الجديد بدأوا العمل على البحث عن تطوير مصادر الدخل فكانت فكرة التنقيب عن الزيت حاضرة، وهذا ما جعل الملك يولّيه مهمة التفاوض مع الشركات الراغبة، محدداً له أهدافاً في البحث عن الماء والمعادن والنفط وجلب أموال حقوق التنقيب إلى الحكومة. وقال الشبل إن الوزير أجاد في توظيف التنافس الأميركي البريطاني على التنقيب عن النفط لمصلحة الدولة، لتقر الصفقة لشركة «سوكال» الأميركية، ووقّع الاتفاق في عام 1933 أمام مؤسس الدولة، ليضمن ابن سليمان مصدراً جديداً يضخ به الأموال على الدولة على رغم من عدم تأكده من وجود النفط، وبعد تنقيب مستمر تم الإعلان رسمياًّ عام 1938 عن اكتشاف النفط، ومنها زادت مداخيل المملكة. يذكر أن ابن سليمان خدم الدولة نحو 35 عاماً، وقدم فيها إنشاء إدارة خاصة لاكتشاف المعادن، وتحويل قصوره إلى جامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وبناء دار كسوة الكعبة المشرفة، وترجل من منصبه الحكومي في عهد الملك سعود رحمه الله، وتوفي في عام 1965.