نجحت المجموعة العربية لدى الأممالمتحدة في طرح «تقرير غولدستون» أمام مجلس الأمن بحل وسط، أدى إلى تجاوز المعضلة القانونية التي تمنع المجلس من تناول مسألة ما زالت مطروحة أمام مجلس حقوق الإنسان، وذلك عبر اتفاق على طرحه للنقاش في الجلسة الشهرية التي تعقد لمراجعة مسائل الشرق الأوسط. ووجه العضو العربي الوحيد في المجلس سفير ليبيا عبدالرحمن شلقم رسالة إلى الدول الأعضاء طلب فيها توزيع التقرير كوثيقة رسمية من وثائق المجلس. وقال ل «الحياة» إن «عملاً يجري وراء الكواليس كي تقوم الجمعية العامة برعاية ندوات، وليس انعقاداً رسمياً، كي تستمع الوفود إلى القاضي ريتشارد غولدستون عندما يأتي إلى نيويورك بعد نحو أسبوعين، للبحث معه في فحوى التقرير» الذي اتهم إسرائيل بارتكاب «جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية» في غزة. وأكد شلقم أن «من الأهمية إبقاء الحديث عن تقرير غولدستون حياً في أجهزة الأممالمتحدة وأمام الرأي العام»، مشدداً على «ضرورة إنهاء الإفلات من العقاب لكل من يرتكب هذه الجرائم من دون استثناء». وستنعقد جلسة الحل الوسط الأربعاء المقبل في موعد يسبق التاريخ المقرر عقدها، للتجاوب مع طلب ليبيا عقد جلسة طارئة للمجلس. وسيتخلل تلك الجلسة خطابات لأكثرية الدول الإعضاء في مجموعة ال 77 التي تترأسها السودان وفي مجموعة دول عدم الانحياز التي تترأسها مصر، إلى جانب الدول العربية. ويأتي ذلك الحشد لإبراز «تقرير غولدستون» كرد على محاولات إسرائيل قطع الطريق عليه اينما كان واستدراكاً «للأخطاء التي ارتُكبت في جنيف». وأكد مندوب فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور دعم السلطة الفلسطينية القاطع للدعوة الليبية لعقد مجلس الأمن، مشيراً إلى إسراعها بإيفاد وزير الخارجية رياض المالكي للمشاركة في جلسة الأربعاء. وقال إن المجموعة العربية ودول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي دعمت المبادرة الليبية، فأصبحت «مبادرة جماعية» لطرح التقرير أمام مجلس الأمن وترجمته رسمياً ليصبح وثيقة أمام المجلس. وأكد منصور أن «الموضوع الأساس بالنسبة إلينا هو أن يوضع هذا التقرير أمام مجلس الأمن... وهو الآن أمام المجلس وستُترجم الى اللغات الست ال 574 صفحة، وسيناقشه المجلس في جلسة مفتوحة يراها جميع الناس في جميع أنحاء العالم... هذه خطوة مهمة في مجال إبقاء ملف المحاسبة وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين على الجرائم التي ارتكبوها... هذه عملية متواصلة ولن نتراخى في هذا الموضوع إلى أن يقدم جميع مجرمي الحرب الإسرائيلية إلى العدالة». غير أن السفير الأميركي اليخاندرو وولف اعتبر أنه «يجب مناقشة التقرير أمام مجلس حقوق الإنسان وتقرير الخطوات المناسبة لهذا التقرير عائد إلى جنيف»، مقر مجلس حقوق الإنسان. وقال إن «مجلس الأمن ليس منعقداً في شأن تقرير غولدستون، لأن جلسة الأربعاء تتعامل مع جميع جوانب الشرق الأوسط وجميع الوفود في طرح أي قضية تعتقد بأنها مرتبطة بهذه المسألة»، لكن التقرير ليس مطروحاً في مجلس الأمن «وهو تقرير كُلّف به مجلس حقوق الإنسان... ويجب السماح له القيام بعمله». وأشار إلى أن «التأجيل جاء بطلب إسلامي وعربي، وليس بطلب اميركي أو غربي». وفي ستوكهولم (أ ف ب) اعتبرت الرئاسة السويدية للاتحاد الأوروبي أمس أن تقرير غولدستون «جدير بالتقدير»، ويجب أن يناقش أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت: «أعتقد أن (رئيس لجنة التحقيق القاضي ريتشارد) غولدستون شخص يتمتع بصدقية كبيرة وبنزاهة كبيرة، وبالتالي فإن تقريره ذو وزن».