قال مصدر مطلع في الجزائر، أمس، إن قوات الجيش استطاعت في شكل سريع فصل «نقاط الاتصال» بين قيادة «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وفرعها الصحراوي. وجاءت عملية الفصل عبر شريط ممتد في «عرض» البلاد يطال من الغرب إلى الشرق ولايات البيض والجلفة وصولاً إلى وادي سوف. وأعلن مصدر أمني، مساء أول من أمس، تفكيك «شبكة إسناد وإمداد لجماعة إرهابية» تورطت في حزيران (يونيو) الماضي في عملية «اغتيال خمسة من أعوان الأمن» في منطقة أولاد عنتر على بعد 82 كلم جنوب شرقي المدية. وأفاد المصدر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية أن أفراد هذه الشبكة أحيلوا على العدالة التي أمرت بإيداع خمسة منهم رهن الحبس، فيما تم وضع اثنين آخرين تحت المراقبة القضائية في انتظار محاكمتهما. وتشتبه أجهزة الأمن في ضلوع الشبكة في اغتيال خمسة دركيين بينهم قائد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني لأولاد عنتر (المدية) في مكمن مسلح في منطقة «سبع رقود» الواقعة جنوبالمدية (200 كلم جنوب العاصمة). وكان مسلحو المدية المتورطون في عملية مقتل الدركيين، يرتدون الزي العسكري، ونصبوا حاجزاً مزيفاً في موقع غير بعيد عن مقر مفرزة للحرس البلدي في اتجاه مدينة قصر البخاري، وكانوا يمررون السيارات بصفة عادية، ثم أطلقوا الرصاص في اتجاه سيارتين تابعتين للفرقة الإقليمية للدرك الوطني. وأعلنت أجهزة الأمن ليل أول من أمس أنها تمكنت من القضاء على مسلحين اثنين في إقليم بلدية الخيثر بولاية البيض (650 كلم جنوب غربي العاصمة). وأوضحت أن العملية نُفّذت إثر مكمن نُصب قرب الطريق الوطني الرقم 6. وتوالت بيانات من الجيش الجزائري عن عمليات نُفّذت طيلة الأسبوع الماضي عبر محور ولايات تفصل بين شمال البلاد وجنوبها الصحراوي، وهي مناطق سهبية يعتقد الجيش أنه حدد «خرائط» لنقاط العبور فيها التي يستخدمها عناصر «القاعدة» خلال تنقلهم بين «قيادة» التنظيم في وسط البلاد وبين مناطق انتشار فرع «القاعدة» الصحراوي. وتتوقع قوات الجيش أن يلجأ بعض سرايا «القاعدة» إلى تنفيذ عمليات «تضليلية» لجر قوات الأمن إلى مواجهات تساعد في «فك العزلة» عن منطقة الوسط حيث قيادة التنظيم الذي يقوده «أبو مصعب عبدالودود» (عبدالملك درودكال). وأعلنت أجهزة الأمن في أوائل الأسبوع مقتل أربعة عناصر مسلحين في حاسي فدول (نحو 170 كلم غرب ولاية الجلفة المعروفة بهدوئها النسبي). ولم تعلّق أجهزة الأمن على تواجد المسلحين الأربعة في الموقع، لكن تسريبات لمّحت إلى اجتماع جهوي كان يجري التحضير له لدرس سُبل فك الحصار المضروب على منطقة يُعتقد أن «الأمير أبو مصعب» موجود فيها. وعبر المحور نفسه شرقاً، قُتل ثلاثة مسلحين من «كتيبة الفتح» في قصف شنّته مروحيات. ويجري تحري هوياتهم حالياً. وجرت العملية في مواقع قريبة من ولاية وادي سوف في الجنوب الشرقي عند بوابة الصحراء الجزائرية.