أكد قيادي رفيع في حركة «حماس» ل «الحياة» أن الحركة قدمت لمصر طلباً لإرجاء التوقيع على اتفاق المصالحة الفلسطينية المقرر نهاية الشهر المقبل «حتى إشعار آخر»، احتجاجاً على قرار السلطة إرجاء التصويت في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على «تقرير غولدستون» الذي يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة. وقال إن «حماس» لم تحدد في طلبها الذي سلمته، موعداً جديداً لعقد اتفاق المصالحة الذي وجهت مصر الدعوات إلى الفصائل لتوقيعه في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وأضاف أن الحركة «تفضل العودة إلى مائدة الحوار أو توقيع الاتفاق بعد أن تهدأ النفوس، بسبب قرار الرئيس محمود عباس إرجاء التصويت على تقرير غولدستون». ورأى أن القاهرة «ليس أمامها خيار سوى الإرجاء، خصوصاً أن حماس مصممة على عدم الذهاب إلى الموعد المحدد». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر آخر من «حماس» تأكيده تقديم الطلب، لكنها نقلت أيضاً عن الناطق باسم الحركة فوزي برهوم قوله ان «المشاورات لا تزال جارية على قدم وساق بين حماس والفصائل مع القيادة المصرية لدرس تداعيات سحب السلطة تقرير لجنة غولدستون على مجريات الحوار والمصالحة». وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سُئل عن تأثير أزمة تقرير غولدستون على المصالحة الفلسطينية، فأجاب: «لا ينبغي أن نترك المناورة والتكتيك تؤثر على الاستراتيجية، ولا أتصور أن من يقوم بأي محاولة للتأجيل يسعى بهذا إلى وحدة الصف الفلسطيني والحفاظ على الثورة الفلسطينية... العمل الوطني الفلسطيني يتحقق من خلال الوحدة وليس من خلال الفرقة». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية تشيخيا يان كوهات في القاهرة أمس: «يجب أن نحكم على الأمور ليس من خلال التهييج أو الانفعال، وإنما من خلال التقدير الجيد لما تستطيع أن نحققه في هذه اللحظة من الزمن أو في التخطيط المستقبلي... التقرير لم يدفن». ونفى أن تكون مصر علمت بنية سحب التقرير. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه اعترف للمرة الأولى أمس، بأن «القيادة الفلسطينية أخطأت» في سحب «تقرير غولدستون». وقال في بيان: «كان هناك خطأ، لكنه من النوع الذي يمكن إصلاحه... تحدث أخطاء، ولدينا الشجاعة للاعتراف بها وتصحيحها... وسنعمل على إعادة عرض التقرير على الجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات الدولية». من جهة أخرى، استمر التوتر في القدسالمحتلة أمس، مع تواصل حصار القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى ومنعها المصلين تحت سن الخمسين من دخوله. وقررت محكمة إسرائيلية إبعاد رئيس «الحركة الإسلامية» الشيخ رائد صلاح 30 يوماً عن المدينة بتهمة التحريض على العنف. وفي وقت طالبت السلطة الفلسطينية مجلس الأمن بالتدخل لوقف التصعيد الإسرائيلي في القدس، قررت الجامعة العربية عقد اجتماع طارئ اليوم على مستوى المندوبين لمناقشة «الإجراءات الإسرائيلية التعسفية» في المدينة المقدسة. وفي نيويورك، اجتمعت المجموعة العربية مساء أمس للعمل على صيغة بيان يطالب مجلس الأمن ب «ممارسة مسؤولياته بموجب ميثاق الأممالمتحدة... ليحاسب إسرائيل على ارتكاب جرائم حرب في غزة». وناقش السفراء العرب استراتيجية التحرك بعدما قدمت ليبيا، العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن، طلباً لعقد جلسة طارئة للمجلس للبحث في «تقرير غولدستون»، وهو الطلب الذي كان يفترض أن تناقشه الدول الأعضاء خلال جلسة مغلقة في ساعة متقدمة من ليل أمس. وقالت الناطقة باسم الأمين العام للأمم المتحدة ميشال مونتاس إن بان كي مون سيتحرك للتعامل مع التقرير «فقط عندما يطلب منه مجلس حقوق الإنسان أن يقوم بشيء، وليس قبل ذلك أو بمعزل عن توصيات المجلس» الذي أرجأ التصويت إلى آذار (مارس) المقبل.