هيئة الرقابة والتحقيق بدأت برنامجاً رقابياً - منتصف هذا الأسبوع - للتأكد من الجاهزية لمواجهة أنفلونزا الخنازير في المدارس والمستشفيات، وتعودنا من الهيئة البطء في إصدار نتائج أعمالها، وقضية فحص الجاهزية لمواجهة الوباء مع أوضاع خدمات صحية معروفة هي مسألة عاجلة فهل ستصدر هيئة الرقابة والتحقيق بياناً اليوم أو غداً تخبرنا فيه عن مدى الجاهزية وتبرئ ذمة العاملين فيها، أم إنها ستتعامل مع القضية معاملة روتينية تدون النتيجة في خطاب أو تقرير، الله وحده يعلم متى يقيد رقم وتاريخ صدوره. ولا أذكر أن الهيئة قامت بمثل هذا في المستشفيات، على رغم أصوات ارتفعت منذ بروز أخطار أنفلونزا الخنازير وارتباك ساد الأوساط، وكأن تلك الفترة بما حملت من قلق ووفيات لا قيمة لها! وقد أشرت في مقال سابق إلى ملاحظات إمارة منطقة الرياض على الأوضاع الصحية من خلال رصد ومتابعة أحوال مراكز الطوارئ في خمس مستشفيات في العاصمة، إذ بينت عدم جاهزية هذه المستشفيات وأشارت إلى سلبيات ونقص واكتظاظ، وطالبت الإمارة وزارة الصحة بإنشاء ثلاثة مراكز لطب الطوارئ في كل من مدينة الملك فهد الطبية ومستشفى الإيمان العام ومطار الملك خالد، ومن واجب هيئة الرقابة والتحقيق التأكد من تنفيذ ذلك. أما المدارس فالقضية شائكة وتحتاج إلى جهود كبيرة، خصوصاً إذا كانت الهيئة لم تبدأ في التقصي سوى هذا الأسبوع بسبب عدد المدارس الكبير وتناثرها، ولعل في توافر الماء النظيف من عدمه في المدارس دليل على مستوى الجاهزية، وتأتي بعده المطهرات والمحارم. ولست أعلم هل لدى هيئة الرقابة والتحقيق فرع نسائي وموظفات لتتمكن حقيقة التمكن من تقصي أوضاع جاهزية مدارس البنات، أم إنها ستقبل بما يقال لها أو يرسل في خطاب، مع كثافة عددية في الفصول وسوء إدارة قاعدتها الذهبية تقول: «نفسي نفسي»، عرفناها في حالات طوارئ هنا وهناك. مدارس البنات تتم إدارتها ما بين المديرة والمساعدات والحارس بصورة بسيطة، وانظر رعاك الله إلى أوضاعها عند الدخول صباحاً والخروج ظهراً لترى قمة الفوضى. والتوقع أن الجاهزية فيها ستكون اقل من غيرها إن لم تكن الأقل، أما الأصوات المتناثرة لمعلمين ومعلمات وإلى حين كتابة هذا المقال عن الجاهزية فهي تعطي صورة سلبية يجب تداركها. أمام هيئة الرقابة والتحقيق امتحان جديد، وأسأل المولى عز وجل أن يلطف بنا جميعاً. www.asuwayed.com