أنهت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية تسليم وثائق طلب العروض (RFP) لتنفيذ المرحلة الثانية والأخيرة لمشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط مكةالمكرمة بالمدينة المنورة، عبر محافظة جدة للائتلافات المتأهلة. وقال رئيس المؤسسة المهندس عبد العزيز الحقيل: «انتهى فريق عمل المؤسسة وبمشاركة ممثلين عن صندوق الاستثمارات العامة والبنك الدولي، إضافة إلى ممثلين عن تحالف الاستشاريين من إعداد الصياغة النهائية لهذه الوثائق التي غطت جميع الجوانب القانونية والمالية والفنية، وشملت جميع الاتفاقات والشروط الملزمة لجميع الأطراف». وأضاف الحقيل: «هذا الجزء من المشروع يتعلق بالجوانب الفنية والتشغيلية، ويتضمن تشييد الخط الحديدي، وإنشاء نظام الإشارات والاتصالات، وتوريد القطارات والمعدات وأسطول النقل والتشغيل والصيانة، إضافة إلى أن الأعمال تشمل إنشاء خطوط حديدية مكهربة بطول 450 كلم، وسيكون من التزامات المتنافسين لهذه المرحلة تأمين قطارات سريعة بالعدد الكافي لمواجهة أعداد المسافرين المتوقعة، وصيانة وتشغيل المشروع، وتوفير الطاقة الإضافية لمجابهة نمو الطلب طيلة فترة التشغيل». وأوضح أن المؤسسة أعطت المتنافسين وعددهم خمسة ائتلافات تضم كلاً من مجموعة بن لادن، وتحالف بدر، والتحالف الصيني، ومجموعة الشعلة، وتحالف الراجحي فرصة أربعة أشهر ليقوموا خلالها بإعداد عروضهم الفنية وتسليمها للمؤسسة خلال فترة لا تتجاوز مطلع شهر شباط (فبراير) 2010، إذ سيتم في ضوء ذلك درسها واختيار العرض الفائز بتنفيذ هذه المرحلة». و أكد: «أن العمل يجري حالياً على تنفيذ الجزء الأول من المرحلة الأولى لمشروع قطار الحرمين السريع المتعلق بتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع، فيما تم الانتهاء من إعداد التصاميم الهندسية الأولية لمحطات الركاب، وعددها خمس محطات، في كل من جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة، خصوصاً أن أن المؤسسة قامت في منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي بتسليم وثائق التأهيل للمنافسة على مشروع بناء محطات الركاب للائتلافات المدعوة، وإعطائهم مهلة ستة أسابيع تنتهي في تشرين الأول (أكتوبر) الجاري، لتقديم الوثائق المطلوبة، وسيتم في مطلع كانون الأول (ديسمبر) من هذا العام تسليم وثائق طلب العروض للائتلافات المتأهلة». وحول حصر العقارات التي يمر منها الخط الحديدي أكد الحقيل: «أن اللجان المختصة انتهت من حصر العقارات، وتم أخيراً تشكيل لجنة من الجهات الحكومية ذات العلاقة أنيطت بها مهمة تثمين هذه العقارات، وستبدأ أعمالها مطلع الشهر المقبل. وتابع: «أنا راض عن مستوى التنسيق والتعاون مع أمانات المناطق التي يمر بها الخط الحديدي (جدةومكةالمكرمة والمدينة المنورة)، لضمان تحرير مسار الخط الحديدي من أي عوائق قانونية أو نظامية، وبما يضمن تنفيذ هذا المشروع الكبير والذي سيوفر عند اكتماله وسيلة نقل تؤمن خدمة سريعة وآمنة لنقل الحجاج والمعتمرين والمسافرين المحليين». وشدد على أن المشروع سيشكل إضافة مميزة لمشاريع التطوير التي تنفذها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في المشاعر المقدسة، ويضع المملكة في مصاف الدول التي تقدم خدمة النقل بقطارات الركاب السريعة. من جانب آخر أوضح الحقيل: «أن المؤسسة تسلمت أخيراً الوثائق النهائية لمنظومة قوانين وأنظمة هيئة الخطوط الحديدية التي وافق مجلس الوزراء على إنشائها، لتتولى مهمة الإشراف على قطاع النقل بالخطوط الحديدية في المملكة، والتي تم انجازها من قبل أحد المكاتب الاستشارية البريطانية المتخصصة، وقد أرسلت لممثلي فريق العمل ليتولى درسها وإبداء ملاحظاته عليها بما يضمن الوصول إلى إعداد لوائح نظامية متكاملة وواضحة تمثل حجر الزاوية في هذه الهيئة التنظيمية، ويمكنها من ممارسة مهامها على درجة عالية من الدقة والاحترافية». يذكر أنه تم في وقت سابق توقيع عقد مع ائتلاف الراجحي لتنفيذ الأعمال المدنية للمشروع بقيمة 6.7 بليون ريال، أعقبها التوقيع على عقد بقيمة 360 مليون ريال مع شركة دار الهندسة للتصميم والاستشارات الفنية (شاعر ومشاركوه) بالتضامن مع شركة جيتنسا الأسبانية لتتولى مسؤولية الإشراف على تنفيذ المشروع. وفي خطوة سابقة على قدر كبير من الأهمية صدرت الموافقة السامية على مسار مشروع قطار الحرمين وتمويل تنفيذ المشروع عن طريق الصناديق المتخصصة، إضافة إلى الموافقة على تأسيس هيئة تنظيمية تشرف على قطاع النقل بالخطوط الحديدية.