في العام 1991 وتحديداً مع بداية الفصل الدراسي الثاني اندلعت حرب الخليج الثانية، كان محمد الرويلي حينها طالباً في الصف الثاني المتوسط، ولم يكن يعي بالضبط سبب تعليق الدراسة، لكنه كان فرحاً لإغلاق المدارس على رغم أن صواريخ «سكود» التي يرسلها الجيش العراقي إلى الرياض كانت تمر من فوق رأسه! الآن وبعد نحو 20 عاماً على تلك الأحداث، أدرك الرويلي جيداً أن تلك المرحلة كانت حرجة وحساسة من تاريخ وطنه والمنطقة عموماً، وبأن قرار تعليق الدراسة لم يكن عبثياً، بل كان ضرورياً في ظل الأخطار المحدقة في ذلك الوقت، خصوصاً مع سقوط بعض الصواريخ العراقية على منشآت مدنية ومن بينها مدرسة في مدينة الرياض. هذا ما دفع الرويلي إلى محاولته الشرح والتوضيح لابنه الذي يدرس حالياً في المرحلة ذاتها التي كان يدرس فيها أيام حرب الخليج الثانية، بأن الظروف التي أدت إلى تأجيل الدراسة في حرب الخليج الثانية مشابهة للظروف الحالية في ظل تهديدات وباء «أنفلونزا الخنازير»، والخوف من أن يهدد الفيروس الجديد حياة طلاب المدارس الذين لا يملكون المناعة الكافية لمواجهته. وقال الرويلي ل «الحياة» إن ابنه لا يعرف المخاطر الحقيقية لمرض «أنفلونزا الخنازير»، وأضاف: «هو الآن لا يرى في قرار تأجيل الدراسة إلا فرصة لمزيد من اللعب وعدم الالتزام بمواعيد محددة». ويتذكر فهد العنزي ظروف إيقاف الدراسة في حرب الخليج الثانية، ويقول: «صادف حلول إجازة منتصف العام الدراسي الأيام القليلة قبل بدء الحرب، حينها صدر قرار بتعليق الدراسة، وبعد انتهاء الحرب البرية التي استمرت نحو شهرين فتحت المدارس لاستقبال الطلاب». وزاد: «أدى هذا التأخير في بدء الفصل الدراسي الثاني إلى حذف نحو ثلث المناهج الدراسية، وتخرجت من المرحلة الثانوية في تلك السنة من دون أن ألاحظ تأثيراً لتقليص الفصل الدراسي الثاني». ويؤيد العنزي الدعوات التي تطالب بتأجيل العام الدراسي الحالي حتى نهاية موسم الحج، خصوصاً أن موسم الحج يصادف قدوم مئات الآلاف من المسلمين من شتى أنحاء العالم إلى المملكة، «كما أن هذه الفترة كافية لوصول اللقاحات بحسب توقعات وزارة الصحة». وعن تأجيل الدراسة فإن شريحة كبيرة من الأهالي لا يرون بأساً في ذلك، وعمل بعضهم على وضع خطة لاستثمار فترة الانقطاع لتعليم أبنائهم في المنازل. فالمعلمة أم سعود جلبت لابنها سعود كتب الصف الثاني الابتدائي والذي يدرس فيه، بهدف تدرسيه في حال تأجيل الدراسة إلى ما بعد الحج. وقالت إنها ستقوم بتدريس ابنها مناهج الصف الثاني، حتى لا ينقطع عن أجواء الدراسة، خصوصاً وأنه أنهى دراسته في الصف الأول قبل نحو خمسة أشهر، فإذا تأجلت الدراسة إلى ما بعد الحج فإن ذلك يعني مرور أكثر من ثمانية أشهر من دون دراسة، وهذه فترة طويلة جداً برأي أم سعود.