دخلت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في دورتها ال 31 العقد الرابع من عمرها، إذ التقى أهل القرآن بأجناس عدة، ولغات مختلفة، تحت راية القرآن الكريم في لقاء سنوي متجدد أخيراً، داخل رحاب البيت العتيق. وبلغ عدد المشاركين فيها على مدار دوراتها الثلاثين الماضية 4690 متسابقاً بمعدل (157) متسابقاً في كل دورة منذ دورتها الأولى في عام 1399ه، إذ مثل هؤلاء المتسابقون 885 دولة، و1013 جمعية، فاز منهم 707 متسابقين في مختلف فروع المسابقة. وأوضح وزير الشؤون الإسلامية المشرف العام على المسابقات القرآنية الشيخ صالح آل الشيخ أن المسابقة تحظى باهتمام كبير وتقدير واسع من جميع الأوساط الإسلامية في مختلف دول العالم، واصفاً المسابقة بأنها عالمية مميزة، وأنها تختلف عن غيرها من المسابقات من حيث مضمون التنافس، ومكانه، مؤكداً أن المسابقة أصبحت من المناسبات الدولية العظيمة التي تتابعها وسائل الإعلام والمهتمون بكتاب الله في مختلف بلاد المسلمين. من جهته، أوضح الأمين العام لمسابقات القرآن الكريم في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الدكتور منصور بن محمد السميح أن المملكة أنفقت أكثر من 100 مليون ريال على المسابقة منذ إنشائها حتى الآن، ورصدت جوائز مالية كبرى للفائزين الخمسة الأوائل من كل فرع توزع عليهم في الحفلة الختامية للمسابقة بلغت قيمتها الإجمالية لهذا العام 888 ألف ريال. وأشار إلى أن الوزارة، أوكلت موضوع تحكيم المسابقة إلى لجنة دولية يشترك فيها أهل العلم والفضل من سائر دول العالم الإسلامي بحسب انتشار القراءات وينتخبون سنوياً من أقطار مختلفة، خصوصاً الدول التي لها تجربة في هذا المجال وذلك كسباً للخبرة والتجربة وتوخياً للعدالة في التحكيم وإخراجه بالمظهر اللائق المشرف، إذ تتكون لجنة التحكيم من 12 حكماً نصفهم من السعودية والنصف الثاني من متخصصين من الدول الإسلامية. ودعا عضو لجنة التحكيم في المسابقة سعود بن عبدالعزيز الغنيم إلى توسيع دائرة الاتصال بالشعوب الإسلامية وتعريفهم بالمسابقة، خصوصاً بعض الأماكن التي يضعف فيها المد الإعلامي. واقترح الأستاذ المساعد في قسم التفسير في كلية الإلهيات في جامعة أنقرة في تركيا الدكتور محمد عاكف قوج على القائمين ربط الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بتعليم اللغات الأجنبية، مستنداً إلى تجربته الشخصية ومشاهدته، وقال: «فإن من يتعلم اللغة الأجنبية عقب ختم حفظ القرآن الكريم، فإنه يتعلمها بفترة جلّ وجيزة»، إضافة إلى ذلك نقل تلك الفعاليات باللغة الإنكليزية مثلما يتم عند بث شعائر صلاة التراويح بكتابة ترجمة لمعاني القرآن الكريم باللغة الإنكليزية عبر تلك الوسائل نفسها الإعلامية ما سيوفر لغير الناطقين بالعربية اهتماماً أوفر، مهيباً بالمشرفين على المسابقة بتخصيص موقع للمسابقة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت). ولفت قوج إلى أن أكثر شعوب العالم اليوم لا يعرفون أن الكتاب الإلهي الوحيد المحفوظ في الصدور هو القرآن الكريم وحسب، مشيراً إلى أن الحديث عن هذه النقطة مع الغربيين يزيد تطفلهم وتساؤلهم عن القرآن الكريم، وعند التعريف أو الإعلان عن هذه المسابقة، يمكن استغلال الإعلام ببراعة، بترجمة فعاليات المسابقة باللغة الإنكليزية لتحقيق الهدف المنشود. من جانبه، قال مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني: «إن عناية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بالقرآن الكريم نابعة من عقيدتها وإيمانها والتزامها بذلك، إذ إن الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة هما مهبط الوحي بالقرآن الكريم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم».