طهران، اسطنبول - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - دعا وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايثنر خلال اجتماع لصندوق النقد الدولي في اسطنبول امس الدول الأعضاء الى فرض عقوبات على النظام المصرفي الإيراني، معتبراً ان المصارف الإيرانية متورطة في تمويل الإرهاب، وحضها على ممارسة مراقبة مشددة على نشاطات مؤسساتها المالية المتعاملة مع نظيراتها الإيرانية»، وخص بالذكر مصرفي «صادرات» و «مللي» الإيرانيين. في هذا الوقت، استغل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «زيارة ناجحة» للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لطهران أمس، لتوجيه رسالة الى الرئيس الأميركي باراك أوباما حذره فيها من نفاذ الوقت لتحقيق شعار التغيير الذي رفعه في مستهل ولايته. وقال نجاد مخاطباً الرئيس الأميركي: «لم يبق الكثير من الوقت لتحقيق هذا الشعار والفرصة بدأت تنفد». وتجنب الرئيس الإيراني بعد محادثات مع البرادعي الخوض في تفاصيل التطورات حول الملف النووي لبلده، معتبراً ان «التعاون الجيد» لطهران مع الوكالة الذرية، أدى الى تبديد «النقاط العالقة» بينهما. ونجح البرادعي في وضع ترتيبات لزيارة مفتشي الوكالة لمصنع تخصيب اليورانيوم الجديد قرب قم والذي أثار الكشف عنه الأسبوع الماضي، قلقاً في الغرب. وقال البرادعي في مؤتمر صحافي مع علي أكبر صالحي رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزورون المنشأة الجديدة التي يجري بناؤها في 25 الشهر الجاري، مشدداً على أهمية التعاون بين الجانبين في شأن هذه المنشأة للتحقق من أنها مخصصة للأغراض السلمية. وأخذ البرادعي على طهران أنها لم تبلغ الوكالة مسبقاً بنيتها إقامة هذه المنشأة. وأشار المدير العام للوكالة الذرية الى وجود قلق في الغرب حول نيات إيران المستقبلية، وقال إن ذلك لا يمكن تبديده إلا من خلال «بناء ثقة» متبادلة، معتبراً ذلك الهدف الأساسي للمحادثات التي أجريت في جنيف الخميس الماضي، بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي. ويتوقع أن تستأنف هذه المحادثات في جنيف في 19 الشهر الجاري. وفي وقت قال البرادعي ان الوكالة لا تملك دليلاً على برنامج إيراني جار للتسلح النووي، أشار تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، الى أن تحليلاً سرياً لعاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلص الى أن إيران امتلكت «معلومات كافية تجعلها قادرة على تصميم وإنتاج» قنبلة نووية بالاستناد الى اليورانيوم العالي التخصيب. على صعيد آخر، خطت إيران خطوة إضافية في اتجاه تنفيس التوتر الناجم من أزمة الانتخابات الرئاسية، إذ أعلن مصدر قضائي في طهران الإفراج «قريباً» عن عالم الاجتماع الإيراني - الأميركي كيان تاجبخش (المتهم بالتجسس) وعشرين سجيناً آخرين، بينهم قياديون إصلاحيون اعتقلوا بعد الانتخابات، وذلك في مقابل كفالة مالية. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن «استجواب عشرين متهماً اعتقلوا خلال الاضطرابات الأخيرة انتهى وسيطلق سراحهم قريباً». وأوردت الوكالة أسماء تاجبخش وقادة إصلاحيين مثل محمد عطري أنفار ومحمد علي أبطحي وشهاب طبطبائي وسعيد شريعتي وعبد الله مؤمني، من دون إعطاء موعد محدد للإفراج عنهم.