دعت سفيرة النوايا الحسنة النجمة الاميركية انجيلينا جولي المجتمع الدولي الى «عدم نسيان» مئات الاف اللاجئين العراقيين، على رغم «التحسن النسبي» في الوضع الامني في العراق.وكانت جولي وصديقها برات بيت، زارا عائلات من اللاجئين العراقيين في جرمانا قرب دمشق اول من امس. ونقلت «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» عن جولي قولها ان السوريين «يظهرون كرماً لأناس هم في امس الحاجة الى المساعدة»، معربة عن الامل ان يصل المجتمع الدولي الى قناعة بضرورة ان «نتشارك جميعاً في حمل العبء لمواصلة الاهتمام بالعراقيين». وبحسب تقديرات «المفوضية السامية» غادر نحو 4.2 مليون شخص العراق منذ الغزو عام 2003. وسُجل نحو 215 الفاً منهم لدى «المفوضية السامية» في سورية للحصول على الغذاء والدعم المالي، علماً ان تقديرات دمشق تشير الى ان حوالى 1.2 مليون عراقي يعيشون حالياً في الاراضي السورية. وعاد عشرات الالاف من سورية ودول اخرى مجاورة في السنوات الاخيرة. لكن عدداً كبيراً لايزال غير قادر او غير راغب في العودة الى بلد لا يزال العنف يضربه في وقت تراجع الاهتمام الدولي بالمسألة العراقية واللاجئين العراقيين. جولي، التي تزور اللاجئين العراقيين للمرة الثانية منذ 2007، قالت ان العراقيين لايزالون في حاجة الى المساعدة والدعم. وزادت :»معظم العراقيين، لايستطيعون العودة الى ديارهم بسبب التجارب المخيفة التي تعرضوا لها هناك والى التشوش الحاصل قبل الانتخابات البرلمانية السنة المقبلة، اضافة الى نقص الخدمات في الامور الاساسية المعيشية. لذلك، فإن العراقيين سيبقون في حاجة الى دعم متواصل من قبل المجتمع الدولي». وفي جرمانا، زارت جولي عائلة تضم سبعة افراد وصلت الى سورية عام 2006، في حين تضم العائلة الثانية، التي جاءت الى سورية في تموز (يوليو) الماضي، وليد الذي تعرض للخطف مرتين وامه هدى التي تعرضت الى «الاستغلال الجسدي». وكان على الوالد البطريرك فارس ان يدفع 25 الف دولار اميركي فدية لإطلاق سراح وليد. وعندما خطف وليد وامه هدى في المرة الثانية، دفع الوالد 40 الف دولار اميركي وتعرضت الام للتعذيب لمدة ثلاثة عشر يوماً من قبل عشرة رجال، وهي شرحت لنجمة هوليوود انها كانت تريد قتل نفسها «غير ان السبب الوحيد الذي حال دون ذلك، هو اطفالي». وبمجرد اطلاق سراحهما، غادرت العائلة بأكملها الى سورية. وبعد سماعها القصة المؤلمة، اعربت جولي عن «الامتنان» للصراحة في رواية التفاصيل لأنها ساعدت النجمة الاميركية على «فهم الآلام التي يتعرض لها العراقيون». وخاطبت هدى قائلة :»انك مثال للمرأة الشجاعة التي قررت ان تترك كل ذلك وراءها، وتنظرالى الأمام من اجل اطفالها». وأعرب افراد العائلة عن «التقدير» للترحيب السوري بهم والدعم المالي والغذائي الذي تقدمه «المفوضية السامية لشؤون اللاجئين» في سورية التي تعمل مع السلطات المحلية، ذلك ان معظم الاسر باتت تعتمد على المساعدة المالية من المنظمة الدولية بعد نفاد المدخرات المالية بعد سنوات على الحرب في العراق.