موسكو، لندن - رويترز - رأى خبراء ان إنتاج روسيا الشهري من النفط الذي فاق 10 ملايين برميل يومياً في أيلول (سبتمبر)، وهو رقم قياسي، قد لا يستمر طويلاً. وأظهرت بيانات لوزارة الطاقة الروسية ان روسيا أكبر بلد منتج للنفط في العالم الآن ضخت 10.01 مليون برميل يومياً الشهر الماضي بزيادة 0.4 في المئة من 9.97 مليون برميل يومياً أنتجتها في آب (أغسطس) وهو ما كان رقماً قياسياً مرتفعاً في ذلك الوقت.وتحسن الإنتاج الروسي في 2009 بعدما تعرض لأول تراجع في عشر سنوات العام الماضي. وتأتي أحدث طفرة إنتاج في أعقاب تدشين «روسنفت»، كبرى شركات القطاع في روسيا والتي تسيطر عليها الدولة، مشروعها العملاق فانكور في القطب الشمالي في آب. لكن المحللين يقولون ان وضع روسيا كأكبر منتج قد يكون موقتاً مع نضوب المكامن القديمة في غرب سيبيريا بوتيرة أسرع من قدرة شركات النفط الكبرى في البلاد على احلال اكتشافات جديدة محلها. وقال كبير محللي النفط والغاز في «بنك ألفا» شيرواني عبداللاهييف: «التحسن الذي نراه اليوم هو نتاج استثمار سنوات سابقة». وأصبحت روسيا أكبر منتج للنفط في العالم بلا منازع هذه السنة بعدما قررت «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) خفض المعروض 4.2 مليون برميل يومياً بدءاً بأيلول 2008 في محاولة لدعم أسعار النفط المتراجعة. وأبقت «أوبك» أهداف الإنتاج الرسمية من دون تغيير في اجتماعاتها منذ ذلك الحين والتي كان آخرها في 9 أيلول. وارتفعت أسعار النفط أكثر من 50 في المئة هذه السنة مقتربة من 70 دولاراً للبرميل. أزمة اقتصادية ويمر اقتصاد روسيا الشديد الاعتماد على النفط بأول ركود له في 10 سنوات وقد استفاد من تحسن الأسعار. واقتنص البلد حصة من السوق من «أوبك». وتفيد تقديرات المحللين بأن موسكو جنت أكثر من 20 بليون دولار من تخفيضات إنتاج المنظمة. ويثير هذا خيبة أمل في «أوبك» خصوصاً بعدما عاودت موسكو خطب ود المنظمة أواخر السنة الماضية عندما كان سعر برميل النفط أقل من 40 دولاراً. وفي حين نما الإنتاج الروسي أنتجت السعودية، أكبر منتج في «أوبك» وبفارق كبير عن أقرب منافسيها، 8.1 مليون برميل يومياً في أيلول وذلك دون تغير يذكر عن الشهر السابق. وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أكد ان 80 إلى 90 دولاراً للبرميل سيكون سعراً عادلاً للنفط في ظل المناخ الاقتصادي الراهن. وكان سعر الخام بلغ مستوى قياسياً مرتفعاً عندما سجل 147.27 دولار للبرميل في تموز (يوليو) 2008. وقال خلال اجتماع عن قطاع الزراعة: «ليس لروسيا مصلحة في سعر نفط مرتفع بلا نهاية. لو ان كلفته عالية هكذا لما غيرنا قط في هيكل اقتصادنا. لم نفعل أي شيء في السنوات العشر الأخيرة لأن النفط واصل ارتفاعه. وعندما حدث الانهيار شعرنا به أكثر من الدول الأخرى». وقبل آب الماضي كان أعلى مستوى لإنتاج النفط الروسي في شهر واحد هو 9.93 مليون برميل يومياً وتحقق في تشرين الأول (أكتوبر) 2007. وتراجعت أسعار النفط للعقود الآجلة إلى دون مستوى 70 دولاراً للبرميل أول من أمس متأثرة سلبياً بانتعاش الدولار ومخاوف تتعلق بقوة الانتعاش الاقتصادي.